ثقافة ومجتمع

حافظ الأسد وأبو عمار .. عداء تاريخي وتنافس دام لأكثر من 30 عاماً على قيادة القضية

حافظ الأسد وأبو عمار .. عداء تاريخي وتنافس دام لأكثر من 30 عاماً على قيادة القضية

ديلي سيريا _ فريق التحرير

أراد حافظ الأسد، الإستحواذ على القضية الفلسطينة، طمعاً بالزعامة العربية، وحاول التخلص من ياسر عرفات مراراً

حيث أنه سجنه وحاول اغتـ.ـياله غير مرّة، لينـ.ـشب بينهما عداء تاريخي وتنافس على قيادة القضية، استمر لأكثر من 30 عاماً.

اللواء الأسد … بوابة فلسطين 

بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في سوريا، متمثلاً باللجنة العسكرية التي قادت الإنقلاب سنة 1963، تبنت القيادة البعثية الجديدة وعلى رأسها صلاح جديد.

المقاومة الفدائية الفلسطينية وحركة فتح الوليدة التي كانت تبحث عن منطقة ارتكاز للبدء بالكفاح المسـ.ـلح.

اتفق الطرفان على تسهيلات للفدائيين إضافة لاشراف الجيش السوري على تدريب الكوادر الفلسطينة

وفي إطار الإعداد الفتحاوي للمعـ.ـركة وتحديداً سنة 1964 كان ياسر عرفات يعمل على نقل شحنة متـ.ـفجـ.ـرات من لبنان نحو الأردن عبر الأراضي السورية

خلال الطريق تعرض عرفات للايقاف والإعتـ.ـقال من قبل المخابرات العسكرية السوية، بحجة أنه يسعى للقيام بأعمال تخـ.ـربية في سوريا

تفاجئ عرفات من تلك الحادثة فهو  يعمل بعلم النظام البعثي الجديد، وبالبحث عن مصدر الأوامر باعتـ.ـقاله

تبين أن أمر الإعتـ.ـقال صدر عن قائد القوات الجوية في الجيش السوري اللواء حافظ علي سليمان ابراهيم

الذي عرف لاحقاً بحافظ الأسد والذي كان يتمع بسلطة كبيرة داخل أجهزة الاستخبارات السورية.

أُطلـ.ـق سراح عرفات بعد ساعات من اعتـ.ـقاله إلا أن رسالة الأسد وصلت لعرفات وباقي التشكيلات الفلسطينية

“أنه من أراد التنسيق مع القيادة السورية فعليه المرور عبر بوابة اللواء الأسد دون سواه”.

لتكون تلك الحادثة فاتحة العداء بين الرجلين تصاعدت بترقي حافظ الأسد ووصله لوزارة الدفاع

ثم تلاها محاولة اغتـ.ـيال عرفات سنة 1966 خلال اجتماع له مع أحمد جبريل بدمشق، إلا أن العملية فشـ.ـلت لغياب عرفات عن الإجتماع بعد معرفته بمخطط الإغتـ.ـيال

الخذلان في أيلول الأسود

خلال عامي 1966 و حاولة القيادة البعثية السورية الهيمنة على منظمة التحرير الفلسطيني لإبقاءها ضمن السيـ.ـطرة

إلا أن المنظمة استطاعت التملص من تلك المحاولات والحفاظ على كينونتها واستقلالها

لتكون الضربة التالية لحافظ الأسد خلال أحداث أيلول الأسود، سنة 1970 اندلعت معارك دامية بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير

التي سيطرت على بعض المدن الأردنية كالزرقاء وأربد، وبات تأخذ المنظمة شكل الدولة داخل الدولة

وهو ما رفضة الملك الاردني الحسين بن طلال وقتذاك، وبدأت عمليات الجيش الأردني ضد منظمة التحرير.

خلال تلك الأحداث تمكن الجيش الاردني من فرض سيطرته على مدينة الزرقاء وتوجه نحو اربد القريبة من الحدود السورية.

فقرر صلاح جديد دخول المعركة واقتحم الحدود الأردنية لحماية الفدائيين إلا أنه مني بخسـ.ـائر فادحة على يد الجيش الأردني

نتيجة رفض حافظ الأسد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع دخول المعركة وتغطيتها بسـ.ـلاح الجو.

ما أسهم لاحقاً بانهاء الوجود الفلسطيني في الأردن وهروب عرفات نحو القاهرة

انتـ.ـزاع القضية 

عقب أحداث أيلول الأسود خرجت منظمة التحرير من الأردن نحو لبنان، ليصل حافظ الأسد للسلطة في سوريا بعد تنفيذ انقلابه سنة 1970

الأسد لم يكن ليرضى إلا أن يكون لاعباً إقليما في المعادلة السياسة، فكان لابد من تطويع قضية فلسطين

لتكون وسيلة لتحقيق هدفه ولابد من إزاحة عرفات عن الواجهة.

لتبدأ عدة محاولات منه للسيـ.ـطرة على القضية وانتـ.ـزاعها من منظمة التحرير وعلى رأسها عرفات

الذي فهم لعبة الأسد واستمر بالمناورة معه لأكثر من 30 عاماً فكان يرى في الأسد عدواً لا بد من مصادقته.

لتكون الحرب الأهلية في لبنان منذ 1975 وحتى 1982 ملعب حافظ الذي حاول عبر تدخلاته بدعم اطراف الصـ.ـراع 

وتطبيق سياسة لا غالب ولا مغلوب رغبة منه في اضغاف الجميع للسيـ.ـطرة على كل شيئ لاحقاً.

خرج عرفات من لبنان و وزع قواته بين العديد من البلدان العربية وكان لابد أن تكون سوريا وجهة البعض منهم.

ففي عام 1983 كان عرفات في دمشق فبث التلفزيون السوري إعلاناً رسميا يعتبر عرفات شخصاً غير مرغوب به في دمشق وعليه أن يغادر الأراضي السورية خلال 24 ساعة.

شارون العرب  

شارون العرب قد حاصرنا في البر وشارون اليهود حاصرنا في البحر، عبارة عرفات الشهيرة والتي يصف فيها الأسد بشارون العرب

لإجـ.ـرامه ضد الفلسطينين في لبنان ففي عام 1983 جرت عملية السلام التي قادها الرئيس الأمريكي ريغان

فاستغل الأسد تلك العملية ووصف عرفات بالخيـ.ـانة نتج عنه انشـ.ـقاق أحمد جبريل

ظن الأسد أنه قد نحج في شق الصف الفلسطنيني حول عرفات، فبدأ بالعمل على تصـ.ـفية قوة ابو عمار فشن حملة عسكرية على مخيمي شاتيلا و برج البراجنة بلبنان.

إلا أن عرفات وجه له الصفعة الأكبر بظهوره المفاجئ بدمشق و تفاوضه مع المتمـ.ـردين

مادفع حافظ الأسد للتخطيط إلى محاولة إغتـ.ـيال جديدة أثناء توجهه عرفات إلى طرابلس.

إلا أن عرفات كان أصر على الصمود، ولم يذهب في الموكب المسافر بل ظهر في مؤتمر الأدباء العرب بدمشق مرة أخرى

ليعود الصـ.ـراع من جديد إلى مخيمات لبنان والتي راح ضحـ.ـيتة مئات الفلسطينين ولم ينتهي إلا بعد اندلاع الانتفاضة الأولى سنة 1988

آل الأسد يكررون غاياتهم 

في السنوات اللاحقة، تغيرت معادلة النظام الدولي بانهيار الاتحاد السوفيتي وساد انطباع عالمي بأن العالم يدخل حقبة التسويات الكبرى

فاندفع النظام السوري يلحق بقطار التسويات خشية التخلف عن فرصه، فشارك في مؤتمر مدريد عام 1991

دون تحقيق أي تقدم على المسار السوري-الإسرائيلي، بعكس المسار الفلسطيني-الإسرائيلي

الذي تطور بشكل سرّي مُفرزًا في النهاية تسوية أوسلو، ومن ثم أعلن عن تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية

وعودتها إلى الداخل الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بصلاحيات حكم ذاتي محدود

ما فرض على نظام حافظ الكف عن محاولاته الطويلة لانتـ.ـزاع صفة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني

لكنه لم يتوقف عن مهاجمة أسلو وما تمخض عنه من قررات

بشار سرّ أبيه

مع تجميد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لخيار المقاومة برز دور تنظيمات المقاومة الإسلامية وعلى رأسها حركة حماس.

لم يتردد نظام الإبن ببتبني شعارات المقاومة وقضية فلسطين على نهج أبيه، فشرع بإستقبال ودعم قيادات حماس.

ليكتشف الجميع بعد سنوات خبث الولد وأبيه، ومحاولات آل الأسد لتمرير مشاريعهم وتهجين السوريين على أبدية حكمهم عبر تبني شعارات المقاومة المزيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى