بروفايل

جسد شخصية ياسر عرفات وأسَّس المسرح التجريبي .. جوانب من حياة الفنان “زيناتي قدسية” وتعلقه بوطنه فلسطين

جسد شخصية ياسر عرفات وأسَّس المسرح التجريبي .. جوانب من حياة الفنان “زيناتي قدسية” وتعلقه بوطنه فلسطين

ديلي سيريا – فريق التحرير

ممثل سوري فلسطيني, عرف بلقب “فنان المونودراما” لوقت طويل, ورغم مسيرته في السينما والتلفزيون والمسرح, بقي اسمه لصيقاً بفن الممثل الواحد.

ولد في قرية إجزم بمدينة حيفا في فلسطين عام 1948 وهو عام النكبة, وعمل في المسرح لأكثر من 35 عاماً.

انتقل إلى العاصمة السورية دمشق عام 1971, وبقيت ذاكرته معلقة برائحة بلده الأم.

الفنان زيناتي قدسية

لازمت القضية الفلسطينية معظم أعماله, منذ بدايته ولغاية اليوم, بينما بدأت تجربته من المسرح الجامعي ومسرح الهواة.

عاصر تجربة “سعد الله ونوس” مع المخرج “فواز الساجر” وقدم مع الأخير العديد من الأعمال المسرحية منذ عام 1977.

أسس الممثل “زيناتي قدسية” فرقة أحوال المسرح, وقدم فيها العديد من الأعمال المونودرامية.

حملت أعماله توقيع الكاتب المسرحي “ممدوح عدوان” وحقق الطرفان شراكة فنية أنتجت ثلاثة عروض.

ساهمت أعمال قدسية في تكريس اسمه كواحد من الأسماء الشهيرة في عالم المونودراما العربي.

عمله في مسرح الهواة وتأسيس المسرح التجريبي:

قدم الفنان زيناتي قدسية العديد من الأعمال التي تتناول المأساة الفلسطينية, وأرخ عدة أعمال جماعية للمسرح القومي.

ومن أبرز المسرحيات التي قدمها قدسية “رأس الغول” والتي زاوج فيها بين أعمال الأديبين “محمد الماغوط, زكريا تامر”.

وفي عام 1971 انضم قدسية إلى فرقة المسرح الجامعي المركزية في سوريا مدرة أربع سنوات.

كما عمل قدسية في مسرح الهواة “الشباب” بالإخراج والإعداد والتمثيل, وعام 1977 عمل على تأسيس المسرح التجريبي.

وفي عام 1978 عين قدسية عضواً في نقابة الفنانين وبعد عامين عمل ممثلاً في المسرح القومي السوري.

كما عمل مديراً فنياً لفرقة مسرح العمال, كاتباً ومخرجاً وعضواً في قرقة المختبر المسرحي.

وترأس قدسية خلال مسيرته عدة لجان تحكيم في المهرجانات المحلية والعربية, وشارك في عدة مهرجانات محلية وعربية.

وفي عام 2002 عين قدسية مديراً للمسرح التجريبي, وقد تميز عمله كممثل أنه يطغى بشخصه عليها.

فأسلوب قدسية التمثيلي يحاول مقاطعته مع أسلوب أدائه, وادائه يمكن وصفه بالكلاسيكي.

وعلى الرغم من تكراره لهذا الأسلوب إلا أن له شكله التمثيلي الخاص الذي يوثق لعلاقته مع الجمهور العربي.

مشواره الفني:

قدم زيناتي قدسية خلال مسيرته في الدراما السورية قرابة خمسين عملاً بدأها عام 1981 في مسلسل “عز الدين القسام”.

وعام 1992 قدم “الدخيلة”, وشارك بعدها بعام في “طرائف أبي دلامة”, وعام 1995 “حنظلة أبو ريحانة”.

وشارك لاحقا قدسية في “عودة الفارس, العوسج, رمح النار, جواد الليل, ليل المسافرين, البواسل”.

وعام 2001 قدم قدسية ثلاثة أعمال درامية منها “هروب, المقامات الصحراوية, البحث عن صلاح الدين”.

وشارك بعدها قدسية في عدة أعمال “آخر الفرسان, عذراء الجبل, الظاهر بيبرس” عام 2005.

وفي عام 2006 شارك قدسية في “خالد بن الوليد, حكايا الليل والنهار”, وبعده بعام “عنترة”.

فيما ظهر قدسية عام 2008 من خلال عملين “صراع على الرمال, ابن قزمان”, وعام 2010 “ما ملكت أيمانكم”.

كما شارك لاحقاً في “الحسن والحسين, بواب الريح, امرأة من رماد, باب الحارة8, هارون الرشيد, وهم, مقامات العشق”.

وعلى صعيد السينما شارك قدسية في عدد من الأفلام السينمائية منها “فانية وتتبدد” عام 2016, و “الهوية” 2007.

كما قدم عام 2001 فلم “بستان الموت”, وعام 1977 “الأبطال يولدون مرتين”.

أعماله المسرحية:

قدم الفنان زيناتي قدسية عشرات الأعمال المسرحية خلال مسيرته بين التأليف والإخراج.

ومن أعماله المسرحية كممثل “عبلة وعنتر, تياترو, الملك هو الملك, حكاية بلا نهاية, حرم سعادة الوزير”.

كما شارك قدسية في “دونكيشوت, جويا, زيارة الملكة, نبوخذ نصر, حلاق بغداد.

وقدم قدسية عدة مسرحيات كمخرج “وحيد القرن” وهي من تأليفه أيضاً, ومنها أيضاً “شيف اليزن, الهلافيت, التحقيق”.

جسد شخصية ياسر عرفات:

شارك زيناتي قدسية في مسلسل “في حضرة الغياب” والذي يروي قصة حياة الشاعر الفلسطيني “محمود درويش”.

وقد جسد قدسية في العمل شخصية الرئيس الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات” معتبراً إياه واجباً تجاه القضية الفلسطينية.

كما اعتبر قدسية بأن الدور لا يجوز له رفضه, وقال “أجسد شخصية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات”.

وأضاف “وأؤدي فيه دور شرف حسب مساحة الشخصية في العمل حيث لا تتجاوز المشاهد في العمل 15 مشهداً”.

وتابع قدسية حديثه “تمتد الفترة الزمنية لوجود عرفات في العمل بين عامي 1972 و 1988, وفيها اجتماعات عديدة بين درويش وعرفات”.

وكان عرفات يصف درويش على الدوام بشاعر فلسطين الأول, ورفض قدسية الإشارة إلى أي مشهد عاطفي تجاه درويش.

إلا أن قدسية ألمح إلى أن اهتمام عرفات بدرويش دفعه لتوصيله يوم زفافه إلى البيت مع عروسه مما يوحي إلى أنه كان بالنسبة إليه أمراً خاصاً.

حديثه عن المونودراما:

تحدث الفنان زيناتي قدسية عن المونودراما بأنها صعبة إلى درجة تدعو للقلق والتوتر, إنها تمشي في هذا الميدان وتتحرك.

وأضاف قدسية “الكاتب يجب أن يكون قادراً على كتابة نص يخترق عقل المتلقي بكل قوة والمسرح قصية كبيرة”.

ويتابع قدسية “المسرح بالنسبة لي هو لأقرب إلي فلا أرى الأشياء إلا من خلال المسرح”.

وقد قدم قدسية خلال مسيرته الممتدة ل 35 عاماً 12 عملاً مسرحياً ينتمي لمسرح المونودراما.

ومن أعماله المسرحية “غاندي”, كما قدم بعدها “ليلة صعود المهرج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى