بروفايل

حمل هم القضية الفلسطينية على عاتقه .. وأول من طالب بمقاطعة عملين دراميين .. مسيرة الفنان تيسير إدريس وقصة دخوله فلسطين

حمل هم القضية الفلسطينية على عاتقه .. وأول من طالب بمقاطعة عملين دراميين .. مسيرة الفنان تيسير إدريس وقصة دخوله فلسطين

ديلي سيريا – فريق التحرير

ينحدر الممثل السوري “تيسير إدريس” من أصول فلسطينية, ولد في ريف دمشق لنقابة الفنانين عام 1975, وبدأ مسيرته الفنية من مسارح المخيمـ.ـات.

وصل بعدها إلى مسارح دمشق ومنها نحو المسرح القومي, ليقدم عدداً من المسرحيات أبرزها “وجوه عبر المـ.ـوت”.

وصف ممثلي التلفزيون بأنهم من  الدرجة الثانية, وأن الممثل المسرحي أقدر على إبراز الذات والشعور.

الفنان تيسير إدريس

ودخل بعد 13 عاماً من العمل المسرحي إلى التلفزيون بعد إقناعه من قبل الفنان السوري الفلسطيني “يوسف حنا”.

وقد حمل الفنان “تيسير إدريس” هم القضـ.ـية الفلسطينية على عاتقه, فلم يكد يخلو أي عمل فني يتطرق للقضـ.ـية الفلسطينية دون أن يشارك فيه.

نشأته:

تيسير إدريس ممثل من أصول فلسطينية ولد في مدينة دوما بالغوطة الشرقية عام 1949.

والده فلسطيني الجنسية وهو الشيخ “زامل إدريس” ينحدر من منطقة جبل الكرمل بحيفا, ووالدته لبنانية من بلدة هونين الحدودية.

وقد ورث إدريس عن أبيه الصوت الجميل, وأنشد ما تعلمه منهما من التراث الشعبي, ومن تجوي القرآن.

كما تعلم سرد القصص الخيالية مثل “أبي زيد الهلالي, الزير سالم, بلقيس” وغيرها من القصص.

تدرج إدريس في مدارس وكالة الغوث “الأونروا” حيث درس المرحلتين الابتدائية والاعدادية, ليتابع دراسته الثانوية في مدرسة عبد الرحمن الكواكبي.

بدايته الفنية:

التحق إدريس خلال دراسته بمسارح المخيمات الفلسطينية وبعدها في مسارح دمشق, مقدماً العديد من الأعمال.

وكانت جلى أعماله عن القضية الفلسطينية وعن جدوى المقاومة, ومن أعماله “وجوه عبر المـ.ـوت” عام 1970.

والعمل من إخراج “زيناتي قدسية” وقد قدم العرض على خشبة مسرح المركز الثقافي السوري في دمشق.

وخضع بعدها إدريس لدورة إعداد ممثل لأن معهد الفنون في سوريا لم يكن موجوداً بعد.

ومن أساتذته “يوسف حنا, عبد الله عباسي, فيصل ياسر”, وهم من أشرف على الدورة التي امتدت ما بين عامي 1972 و 1973.

وتابع إدريس دراسته بعدها بإلحاح من “يوسف حنا” الذي أخبره يوماً بأنه لن يكون فناناً مالم يكمل تعليمه.

وبعد نيله الشهادة الثانوية, التحق إدريس بجامعة دمشق كلية الآداب في قسم الجغرافيا.

مشواره الفني:

خلال دراسته الجامعية, تابع الفنان تيسير إدريس مشواره في المسرح الجامعي, ليقدم عدداً من الأعمال رفقة “فواز الساجر” وغيره.

وبات بعدها إدريس عضواً في اللجنة المركزية بالمسرح الجامعي بدمشق عام 1974.

وفي عام 1976 انتسب تيسير إدريس إلى المسرح القومي في وزارة الثقافة وبات موظفاً فيها.

وبعد سنة من تعيينه, التحق إدريس رفقة المخرج فواز الساجر بالمسحر التجريبي, مع سعد الله ونوس.

لتكون بدايته هناك من خلال مسرحية “رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة”, وهي مقتبسة من مسرحية “كيف يتم تخليص السيد موكينبوت من آلامه”.

وقد عرضت المسرحية أول مرة في سوريا عام 1979 ومنها انتقلت إلى دول المغرب العربي وصولاً إلى ألمانيا.

التحاقه بالتلفزيون:

عقب ثلاثة عشر عاماً من عمله بالمسرح, نصحه أستاذه يوسف حنا العمل في التلفزيون.

ورغم أنه لم يكن متحمساً بداية الأمر فالتلفزيون بحسب إدريس “يستهلك الطاقة الإبداعية عند الفنان ويستهلك خياله”.

مسيرته في المسرح:

يعتبر تيسير إدريس المسرح هو الأقرب إليه, وقد قدم خلال مسيرته عشرات الأعمال المسرحية الهامة.

ويقول إدريس بأنه يحب المسرح بسبب الإبهار الذي يحمله, ومن أبرز ما قدمه إدريس على خشبة المسرح:

“كانون الثاني, العادلون, ثلاث حكايات, حكاية بلا نهاية, العائلة توت, ليالي الحصاد, الزيارة, المفتش العام, المهرج”.

مشواره التلفزيوني:

قدم الفنان تيسير إدريس العديد من الأعمال الدرامية بأدوار متنوعة بين الكوميديا والتراجيديا وأعمال البيئة الشامية.

ففي عام 1981 قدم إدريس “عز الدين القسام”, وعام 1989 مسلسل “البركان”, و”أبو كامل” عام 1991.

وشارك إدريس لاحقاً في “الدغري” عام 1992, “المحكوم” عام 1996, وعام 2001 قدم عدة أعمال هامة.

ومن أبرزها “حمام القيشاني4, البحث عن صلاح الدين, تمر حنة”, واقتصرت مشاركته عام 2002 على “حنين”.

بينما شارك إدريس عام 2003 في “الشتات, الداية, الهروب إلى القمة”, وعام 2004 “عائد إلى حيفا”.

وقدم إدريس لاحقاً العديد من الأعمال منها “حاجز الصمت, عياش” عام 2005, “خالد بن الوليد, أسياد المال” عام 2006.

وخلال الأعوام التالية شارك إدريس في “الهاربة, الخط الأحمر, قمر بني هاشم, سفر الحجارة”.

وما بين عامي 2010 و 2020 شارك إدريس في “القعقاع بن عمرو التميمي, رايات الحق, أنا القدس”.

كما شارك عام 2011 في “الزعيم, الحسن والحسين”, و “الولادة من الخاصرة, غداً نلتقي, الطواريد”.

وبين عامي 2017 و 2020 قدم إدريس “الإمام, رائحة الروح, هوا أصفر, الكاتب, باب الحارة10”.

كما شارك إدريس عام 2020 الماضي في المسلسل المثير للجدل “شارع شيكاغو”.

ويقوم إدريس حالياً بتصوير مشاهده في الجزء الحادي عشر من مسلسل “باب الحارة” المقرر عرضه بالموسم الرمضاني المقبل.

مشواره السينمائي:

في عام 1977 شارك إدريس في فلم “الأبطال يولدون مرتين”, قبل أن ينال البطولة المطلقة عام 1995.

حيث قدم فلم “صعود المطر” وهو الفلم الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق السينمائي التاسع بذات العام.

وبعد ثمان سنوات شارك إدريس في الفلم القصير “زائرة المساء”, وعام 2005 شارك بفلم “موكب الإباء”.

وبعد أربع أعوام أدى إدريس دور البطولة في فلم الرواية القصير “محارم محارم” وهو لمحمد ملص.

كما شارك في فلم “بوابة الجنة” رفقة نادين سلامة وعمار شلق وعبير عيسى وهو من تأليف حسن سامي يوسف.

زيارته إلى بلده فلسطين:

تمكن الفنان تيسير إدريس من زيارة مدينة غزة في فلسطين عام 2009 ضمن وفد الفنانين الفلسطينيين المقيمين في سوريا.

ويعتبر إدريس زيارته إلى فلسطين بأنه دخل الجنة, واستذكر ما قاله والده الشيخ زامل إدريس عندما كان طفلاً صغيراً.

والده قال “إن شممت رائحة فلسطين وأمسكت ترابها فسوف تدخل الجنة”, ويذكر ان وفد الفنانين الذي زار غزة ضم عدداً من الفنانين.

ومن بينهم المخرج باسل الخطيب, والكاتب هاني السعدي, والفنانين أحمد رافع, تيسير إدريس, نزار أبو حجر, محمد رافع, شكران مرتجى, نادين سلامة.

نفـ.ـى مغادرته سوريا:

مع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا نفى تيسير إدريس مغادرته سوريا وانتقاله للعيش في إحدى الدول الأوروبية.

وأكد إدريس أنه لم يغادر سوريا ولن يغادرها على الإطلـ.ـاق, وعن سفره إلى أوروبا علق إدريس:

“زيارتي إليها كانت شخصية, ولا تتعلق بما يحدث في البلد, قمت بزيارة إلى ابنتي المقيمة رفقة زوجها وابنها في السويد”.

وأضاف السعدي “وعدت بعد 18 يوماً من مغادرتي لاستئناف نشاطاتي على الصعيد الفني”.

وتابع إدريس “لم أغادر سوريا أبداً, ولن أغادر البلاد التي ربتنا واحتضنتنا طيلة أيام عمرنا, أكلت وسربت من خيراتها ولن أتخلى عن العمل والعيش فيها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى