بروفايل

قالوا له “أنت غير موهوب” و حقق نجوميته من خلال التلفزيون .. حكاية الفنان الراحل “طلحت حمدي” وخلافه مع نقابة المعلمين

قالوا له “أنت غير موهوب” و حقق نجوميته من خلال التلفزيون .. حكاية الفنان الراحل “طلحت حمدي” وخلافه مع نقابة المعلمين

ديلي سيريا – فريق التحرير

من مواليد حي ركن الدين الدمشقي وهو من أصول كردية, ومن أشهر أدواره “شوكت القناديلي” في مسلسل حمام القيشاني.

أدى الدور باقتدار وحرفية عالية في شخصية مركبة ضمن ظروف سياسية واجتماعية معقدة في فترة خمسينات القرن الماضي.

اشتكى من تحول الوسط الفني لما أسماه السقوط الأخلاقي, كما اتهم خلال أحد لقاءاته الفنان الراحل خالد تاجا بنكران الجميل.

هو الفنان المخضرم والقدير الراحل “طلحت حمدي” والي شهدت مسيرته عشرات الأعمال والبرامج المنوعة.

نشأة الفنان طلحت حمدي:

ولد الفنان السوري طلحت حمدي بتاريخ 3 أيلول عام 1941 في مدينة دمشق وتعود أصوله للقومية الكردية.

بدايته كانت مشابهة للفنانين في عصره من خلال مسره الهواة عام 1959 وفي العام الذي تلاه تم تأسيس وزارة الثقافة والمسرح القومي.

اختارت الوزارة ألمع النجوم وقتها لتأسيس المسرح القومي وكان حمدي من ضمنهم رفقة عدنان بركات ورفيق سبيعي وغيرهم.

عين عبد اللطيف فتحي خبيراً على تلك المجموعة فيما بقي حمدي في المسرح القومي مدة أربع سنوات.

انتقل بعدها حمدي إلى المسرح العسكري ليقدم مع فرقة محمود جبر عدداً من العروض في المحافظات السورية.

عودته للمسرح القومي واستبعاده:

عاد حمدي بعد عامين إلى المسرح القومي حيث كان الدكتور “رفيق الصبان” مدير المسارح وقتها.

وقد فاجأه الصبان بقوله “أنت غير موهوب ولن تبقى في المسرح, ليتم نقل حمدي إلى المستودع لجرد الأحذية والملابس.

وعاد الصبان بعد عشر سنوات ليختار حمدي لتجسدي شخصية الزير سالم على المسرح القومي في محاولة لرد الاعتبار له.

وقد شكل الأمر صدمة لحمدي الذي رفض وقدم استقالته رغم أن راتبه بلغ وقتها 190 ليرة شهريا وهو مبلغ كبير في وقتها.

كانت الاستقالات ممنوعة في ذلك الوقت ليصدر الوزير “سليمان الخش” كتاباً للجهات الفنية لمنع التعامل مع حمدي.

دفاع مدير التلفزيون عن طلحت حمدي:

وصل الكتاب إلى مدير التلفزيون “عادل خياطة” وعندما قرأه طواه في الدرج قائلاً لحمدي “اعمل في التلفزيون وأنا أحميك”.

أول برنامج من تقديم طلحت حمدي:

في عام 1967 قدم حمدي اول برنامج تلفزيوني وهو “أهل الفن”, ليصبح بعد ذلك القاسم المشترك لعدد من الأعمال والبرامج التلفزيونية.

كما تتلمذ حمدي في الإذاعة على يد كبار الأساتذة منهم “محمد محسن, تيسير السعدي, مروان عبد الحميد, فاروق حيدر, محمد صالحية”.

تنقله بين المسرح والتلفزيون:

انتسب الفنان طلحت حمدي إلى نقابة الفنانين السوريين يوم 1 آذار عام 1968.

وتنقل خلال مسيرته بين المسرح والتلفزيون مقدماً عشرات الأعمال الهامة والمميزة, وانخرط في المسرح الخاص.

أولى مشاركات حمدي كانت عام 1958 في فرقة “النادي الشرقي” التي أسسها نهاد قلعي مقدما مسرحيته الشهيرة “ثمن الحرية”.

وعمل بعدها في المسرحين القومي والعسكري إلا أن نجوميته الحقيقية كانت من خلال التلفزيون.

مشواره في التلفزيون:

أول أعمال الراحل طلحت حمدي كانت عام 1970 بمسلسل “طبيب القرية” مع المخرج غسان جبري.

وبعده بعام قدم مع ذات المخرج مسلسل “دولاب”, ليلمع نجم حمدي بعدها مع المخرج الراحل “علاء الدين كوكش”.

حيث اتخذ منه بطلاً للعديد من أعماله في فترة السبعينات والثمانينات منها “ساري” عام 1977, و”التغريبة الهلالية” عام 1978.

كما قدم عام 1980 “وضاح اليمن”, وعام 1981 “تجارب عائلية”, بالتزامن مع تجارب مسرحية هامة منها “مسرح القهوة”.

مسيرة هامة وحافلة في التلفزيون:

اعترف طلحت حمدي بأنه ليس مخرجاً متميزاً لكنه يحمل قصية وهو ماعرض عدد من أعمال للمنع.

ومن أبرز أدواره كان في الأجزاء الخمسة من المسلسل الشهير “حمام القيشاني” والذي أنتج أول جزء منه عام 1994.

كما قدم حمدي العديد من أعمال البيئة الشامية بأدوار هامة ومتميزة منها “بيت جدي, الشام العدية”.

وقدم لاحقاً مسيرة متميزة منها عام 1987 “نساء بلا أجنحة”, وعام 1988 “دائرة النار”, و”غضب الصحراء” عام 1989.

كما قدم “خلف الجدران” عام 1995, وبعد أربع سنوات عاد بعملين “جواد الليل, نساء صغيرات”.

وفي عام 2001 قدم حمدي عملين مميزين وهما “حارة الجوري, اللوحة السوداء”, و”أنشودة الطر” عام 2003.

وفي عام 2005 كان لحمدي ثلاثة مشاركات درامية وهي “حكايا وخفايا, قرن الماعز, نزار قباني”.

كما قدم عام 2008 عملين “ابن قزمان, صراع على الرمال”, وعام 2010 “أسعد الوراق, كليوباترا, أنا القدس”.

وعام 2011 “الحسن والحسين, كشف الأقنعة” فيما كانت آخر مشاركاته من خلال “زمن البرغوت, الشبيهة, الانفجار” عام 2012.

مشواره في السينما:

قدم الراحل طلحت حمدي عدداً من الأفلام الهامة خلال مسيرته الفنية منها “”واحد+واحد” عام 1971.

كما شارك في فلم “الدولاب” عام 1972, و”الحب الحرام” عام 1976, وبعد ثمانية سنوات قدم “أحلام المدينة”.

وغاب بعدها حمدي مدة 17 عاماً ليعود من خلال فلم “غير مخصص للبيع” عام 2001.

بينما قدم فلم “حكاية أم” عام 2003, فيما كانت آخر مشاركاته السينمائية عام 2008 من خلال فلمين “حسيبة, القربان”.

العام الحاسم في حياته الفنية:

عد الراحل طلحت حمدي عام 1969 من الأعوام الحاسمة في حياته, حيث كان القاسم المشترك لعدد من المسلسلات الإذاعية.

وتلك الأعمال كانت من إخراج محمد صالحية ومروان عبد الحميد, وممتاز الركابي, فاستهواه فن الإذاعة.

وسيطر هذا الفن على مشاعر حمدي ليتم تعيينه مخرجاً في إذاعة دمشق وقدم بعدها لعديد من الأعمال والسهرات الإذاعية.

دوره في حمام القيشاني:

لطالما ارتبط اسم الفنان الراحل “طلحت حمدي” بشخصية شوكت القناديلي التي جسدها في حمام القيشاني.

حمدي نال دور القناديلي منذ الجزء الثاني عوضاً عن الفنان سلوم حداد, ويعتبر من أهم الأدوار في مسيرة حمدي.

وقد لعب حمدي الدور بحرفية عالية, وأدى شخصية مركبة ضمن ظروف سياسية واجتماعية معقدة, في خمسينات القرن الماضي.

تجربة قصيرة في الإنتاج:

وقد حاول حمدي دخول عالم الإنتاج, إلا أن تجربته لم تدم طويلاً بسبب سيطرة شركات الإنتاج التلفزيونية الكبرى.

ومن ضمن الأعمال الهامة التي انتجها حمدي كانت مسلسل “طرابيش” والذي طرح خلاله قضايا الفساد المنتشرة.

عمل تسبب بثورة نقابة المعلمين ضده:

وقد تسبب أحد الأعمال التي أنتجها حمدي في ثورة ضده, وهو مسلسل “المكافأة” وطرح خلاله قضايا نصرة المعلم.

العمل تسبب بإثارة غضب نقابة المعلمين ضده والتي رفعت دعوى قضائية ضده, ولم يتمكن حمدي من منافسة الشركات الكبرى في الإنتاج.

هاجم خالد تاجا واشتكى من سقوط الأخلاق:

خلال أحد اللقاءات للفنان الراحل طلحت حمدي, اشتكى الأخير مما أسماه “سقوط الأخلاق” في الوسط الفني السوري.

وأضاف بأن الوسط الفني تحول لمجموعة من “الشللية” مما تسبب بإبعاده هو وغيره من الفنانين عن الشاشة الصغيرة.

كما اتهم خلال لقاء آخر الفنان الراحل “خالد تاجا” بنكران الجميل, معتبراً أنه مد يد العون لتاجا خلال أزمة ابتعاده عن العمل.

وأضاق حمدي بأن تاجا تنكر له لاحقاً, رغم العلاقة الطويلة بينهما, كما أنهما ينحدران من ذات الحي “ركن الدين”.

وفاة الفنان طلحت حمدي:

توجه الفنان الراحل طلحت حمدي إلى الأردن بهدف العمل, وعقب وصوله بساعات أصيب بنوبة قلبية حادة.

توفي حمدي في الأردن بتاريخ 4 كانون الأول عام 2012 وتم نقل جثمانه إلى سوريا حيث دفن في العاصمة دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى