بروفايل

انتقد فساد الأنظمة العربية وتنبأ بالثورة السورية قبل اندلاعها وتعددت روايات وفاته .. قصة الفنان الراحل “خالد تاجا”

انتقد فساد الأنظمة العربية وتنبأ بالثورة السورية قبل اندلاعها وتعددت روايات وفاته .. قصة الفنان الراحل “خالد تاجا”

ديلي سيريا – فريق التحرير

شكل اسمه علامة فارقة في الوسط الفني العربي، صنفته التايمز الأمريكية، من بين أفضل 50 ممثل في العالم، ووصفه الشاعر محمود درويش، بأنطوني كوين العرب،

تنبأ بالثورة السورية قبل اندلاعها، وعرف بانتقادانه لواقع الشعوب والأنظمة العربية، بدءاً من الفساد، ووصولاً إلى الخنوع لأدوات ورموز السلطة.

خالد تاجا .. النقطة البيضاء في الصفحات السوداء

في لقاء تلفزيوني، أجراه تلفزيون أورينت عام 2009, مع الراحل خالد تاجا، لامس الأخير فيه أوجاع الشعوب وآلامها.

لم يتردد تاجا حينها بإطلاق رصاصة الكرامة والتحرر، بوجه رموز الاستبداد والفساد، الذي لطالما أنهك شعوباً بأكملها.

وحاكى الراحل السيناريو الذي يعيشه الربيع العربي في الوقت الراهن، معتبراً أن الشعوب العربية عندما تقول كلمتها ستكون إرهابية بنظر حكامها.

وعبر الراحل عن خجله من الحالة السياسية السائدة في الدول العربية، مبدياً تخوفه من أن يصل لمرحلة

يخجل فيها من أن يقول إنه عربي.

ولعل من أبرز أقواله الخالدة في ذاكرة كل سوري، هي عندما تحدث عن رعب البندقية والسلطة والسجون، في العالم العربي.

واستغل الراحل الظهور التلفزيوني، داعياً للانتفاضة بوجه الظلم والقمع السلطوي، بمقولته الشهيرة: “نحن صابرون .. ولكن لفترة قصيرة جداً”.

خالد تاجا .. فن دامغ ورحيل صادم

ولد تاجا في السادس من نوفمبر، عام 1936, بالعاصمة السورية دمشق، وتزوج من أربعة سيدات.

فقد تزوج من الأولى، مبدياً لها حباً شديداً، إلا أنها توفيت، قبل أن يتزوج الثانية، والتي انفصل عنها بعد.أقل من عام.

ليتزوج بعدها من سيدة، لم يكنب لحياتهما الانسجام، فانفصلا قبل أن يتزوج من سيدة هولندية.

التي انفصل عنها هي الأخرى، عقب عودتها إلى بلادها، ورفضها الاستقرار والعيش في سوريا.

درس الراحل الفنون التشكيلية والتطبيقية، وبدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن يصبح عضواً في نقابة الفنانين السوريين عام 1968.

وشارك تاجا في العشرات من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، والتي ترك من خلالها أثراً كبيراً في نفوس الجمهور الفني.

واضطر الراحل في إحدى مراحله، للابتعاد عن الساحة الفنية، لمدة 12 عاماً، جراء إصابته بسرطان الرئة، قبل أن يعود في سبعينيات القرن الماضي.

لم يكن تاجا مجرد اسم يمر مرور الكرام، فقد صنفته التايمز الأمريكية من بين أفضل 50 ممثلاً في العالم.

وفي عام 2012, أي بعد عام على اندلاع الثورة السورية، فجع السوريون بوفاة خالد تاجا، أو ما يعرف بلقب أنطوني كوين العرب.

وأثارت وفاته جدلاً واسعاً، حيث زعم إعلام الأسد أنه توفي بسرطان متجدد، بينما تحدثت صحف ومواقع إعلامية، عن أسباب أخرى

تمثلت بتعرض الراحل للتعذيب، على مدى 4 أيام، إثر اعتقاله من قبل نظام الأسد، الأمر الذي تسبب بوفاته.

إلا أن رواية الاعتقال والتعذيب، نفاها أحد أفراد عائلته، مؤكداً أنه توفي بمرض السرطان.

لتبقى وفاة خالد تاجا، ذكرى مؤلمة في ذاكرة السوريين، كما خلدت أقواله في عقولهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى