بروفايل

غامـ.ـرت بكل ما تملك فداء للثورة واعتـ.ـقلها النظام مرتين ولقبت بالفنانة الحرة .. مسيرة الراحلة “مي سكاف” التي حلمت بالمـ.ـوت في سوريا

غامـ.ـرت بكل ما تملك فداء للثورة واعتـ.ـقلها النظام مرتين ولقبت بالفنانة الحرة .. مسيرة الراحلة “مي سكاف” التي حلمت بالمـ.ـوت في سوريا

ديلي سيريا – فريق التحرير

مي سكاف, ممثلة تلفزيونية وسينمائية معروفة, بدأت مسيرتها من خلال المشاركة ببعض العروض المسرحية المتواضعة.

وظهرت بعد ذلك مواهب مي سكاف, لتحصل على العديد من الأدوار الهامة سواءً في التلفزيون أو السينما.

وعملت مي سكاف مع أهم المخرجين السوريين, ليشكل عام 2011 علامة فارقة في مسيرتها الفنية.

الفنانة الراحلة مي سكاف

اتخذت الفنانة الراحلة مي سكاف موقفاً مناهضاً لنظام الأسد وداعماً للحراك الشعبي في سوريا منذ اليوم الأول لانطـ.ـلاقه.

بعد ملاحقة ومضـ.ـايقـ.ـات نظام الأسد لها, اضطـ.ـرت مي سكاف للمغادرة سراً نحو الأردن ومن ثم استقرت في فرنسا حتى وفـ.ـاتها.

مي سكاف من أب مسلم وأم مسيحية, تربت في حي دمشقي, وتزوجت من طاهر الزعبي وأنجبت منه ولداً وحيداً “جود” قبل حصول الطلاق لاحقاً.

نشأت في بيئة فنية سياسية:

ترعرعت الفنانة الراحلة مي سكاف في بيئة لها علاقة بالمسرح والسياسة, فزوج خالتها هو الكاتب المسرحي سعد الله ونوس.

ويعتبر ونوس من رواد المسرح في سوريا والعالم العربي, وخالتها هي الممثلة السابقة فايزة شاويش.

مي سكاف ثائرة قبل الثورة:

عرفت الفنانة مي سكاف بمواقفها المعارضة حتى قبل اندلاع الثورة السورية, وتجلى أحد مواقفها عندما كانت طفلة في ثمانينيات القرن الماضي.

حيث اعترضت سكاف على ممـ.ـارسات قوات الأسد وشقيقه رفعت بخلع الحجاب عن النساء في شوارع دمشق.

وفي عام 2005 كان لها موقف آخر عندما وقعت على ما يعرف بـ “إعلان دمشق” وتم تهـ.ـديدها وقتها بقطع لسانها.

مي سكاف بصفوف الثورة من بدايتها:

وقفت الفنانة مي سكاف وهي من مواليد 1969 بدمشق, بصفوف الثورة والثوار السوريين منذ انطـ.ـلاقة شـ.ـرارتها الأولى عام 2011.

وبالمقابل بدأ نظام الأسد بملاحقتها مبكراً والتضـ.ـييق عليها, فبعد أربعة أشهر فقط على انطـ.ـلاق الثورة السورية كانت سكاف على موعد مع الاعتـ.ـقال.

حيث أقدمت قوات النظام السوري في شهر تموز عام 2011 على اعتقال مي سكاف رفقة فنانين آخرين عقب مشاركتهم بمظـ.ـاهرة في حي الميدان الدمشقي.

وبعد خروجها بفترة قصيرة, واصلت سكاف مسيرتها الثورية متحدية أجهزة القـ.ـمع الأمنية وتهـ.ـديـ.ـدات الموالين وشبيحة النظام بتصفيتها.

محاكمة مي سكاف:

وبعد أقل من عام على اعتـ.ـقالها الأول, واجهت الفنانة مي سكاف دعوى من النيابة العامة في دمشق تتـ.ـهمها بالتحـ.ـريض على القـ.ـتل.

وتعرضت بعدها سكاف للاعتـ.ـقال في شهر أيار من عام 2013, قبل أن تخرج ذات العام وتغادر سوريا مجـ.ـبرة على ذلك.

حين سجنت سكاف عام 2013 قالت للمحقق “أرفـ.ـض أن يحكم ابن بشار ابني, وأبحث عن خلاص لشعب محكوم منذ 40 عاماً بأسرة واحدة”.

مي سكاف خارج سوريا:

بعد استقرارها في باريس, لم يشغل الفنانة مي سكاف شيء عن الثورة السورية, وضلت ضيفة على البرامج السياسية على الدوام.

ولم يغادر الفن كذلك مخيلة الراحلة مي سكاف, وقدمت آخر أعمالها وهو فلم حمل عنوان “سراب” قبل رحيلها المفـ.ـاجئ.

وفـ.ـاة مي سكاف:

فجـ.ـع السوريون عامة, والثوار منهم على وجه الخصوص بوفـ.ـاة الفنانة السورية الثائرة مي سكاف.

سكاف توفيت في العاصمة الفرنسية باريس يوم 23 تموز 2018, وهي بعمر ناهز 49 عاماً, إثر سكتة دماغية.

وقد ووري جثـ.ـمـ.ـان الراحلة سكاف الثرى في مدينة دوردان بضواحي باريس, وسط حضور المئات من السوريين في تشـ.ـييعها.

وحضرت مراسم التشـ.ـييع رئيسة البلدية التي استضافت مي وابنها منذ عام 2015 عقب قدومهما إلى فرنسا.

وتم عرض لمحة عن حياتها ومسيرتها الفنية, وانخراطها بالثورة السورية منذ أيامها الأولى ومشاركتها بمظـ.ـاهرة حي الميدان عام 2011.

آخر ما كتبته قبل وفـ.ـاتها:

في أحد آخر منشورات الفنانة الراحلة مي سكاف كتبت على حسابها الشخصي يوم 21 تموز:

“لن أفقد الامل, لن أفقد الأمل, إنها سوريا العظيمة, وليست سوريا الأسد”.

وأعربت سكاف قبل موتها بقرابة شهرين عن تخـ.ـوفها من المـ.ـوت خارج سوريا قائلةً: “ما بدي مـ.ـوت برات سوريا, بس”.

نعاها عدد من الفنانين:

كتب مقدم البرامج السوري الشهير توفيق حلاق في نعي الراحلة مي سكاف “غنوا ولحنوا كلماتها أيها المغنون والموسيقيون

وارسموها وانحتوا لها الأيقونات وهي تحمل شعلة الحرية أيها الرسامون والنحاتون، واكتبوا قصتها أيها الأدباء

واصنعوا عنها فيلما ومسلسلا يا كتاب السيناريو والمخرجين، لأن مي تستحق الخلود”.

ومن جهته قال الصحفي إياد شربجي “الآن استيقظت لأجد هذا الخبر المفـ.ـجع .. كم لهذا القلب أن يتحمل

ويستمر رحيل أحبة تشاركنا معهم لحظات الحلم .. وداعا مي .. وداعا أيتها الأصيلة الصادقة .. لن أنسى تلك الذكريات”.

اكتسبت محبة السوريين بمختلف أطيافهم:

اختار السوريون عدة ألقاب للراحلة مي سكاف, “أيقونة الثورة” و “الفنانة الحرة”, ومثلت أيقونة الحرية والكرامة والمبادئ قولاً وفعلاُ.

ضحت سكاف بكل ما تملك للوقوف في وجه نظام الأسد بأسلوب خاص ومميز, وسط محاولات لتشويه صورتها من قبل إعلام النظام.

وجمعت سكاف محبة السوريون بمختلف أطيافهم وعرقياتهم, ودخلت قلوب غالبيتهم سواء كانوا من المعارضين أم عقلاء الموالين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى