بروفايل

أول من جسد الشخصية الشامية واشتهر بدور “أبو دباك” .. حكاية الفنان أسعد فضة الذي أبدع ممثلاً ومخرجاً ومديراً

أول من جسد الشخصية الشامية واشتهر بدور “أبو دباك” .. حكاية الفنان أسعد فضة الذي أبدع ممثلاً ومخرجاً ومديراً

ديلي سيريا – فريق التحرير

من الممثلين السوريين القلائل الذي أبدع بعدة مناصب ومهن عمل بها, ففي مجال الفن هو ممثل محترف مخضرم.

وفي مجال الإخراج مخرج متميز, وشغل كذلك باقتدار عدة مناصب إدارية هامة كنقيب الفنانين وغيرها.

بدأ مسرته الفنية مخرجاً على خشبة المسرح, وامتدت ممثلاً في التلفزيون والسينما وحتى المسرح, هو الممثل السوري القدير أسعد فضة.

الفنان أسعد فضة

من هو أسعد فضة:

ولد الفنان السوري أسعد فضة بتاريخ 5 أيلول عام 1938 في قرية بكسا بريف محافظة اللاذقية الساحلية.

وتخرج فضة من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1963, وبعده بعام بدأ مشواره الفني الحافل من على خشبة المسرح كمخرج.

بداياته الفنية:

عمل أسعد فضة في بداية مشواره الفني مخرجاً, حيث أخرج عام 1964 مسرحية “الإخوة كارامازوف”.

والمسرحية مأخوذة من رواية الكاتب الروسي الكبير “فيودور دوستويفسكي”, لتكون هذه المسرحية بداية لأعماله المتميزة فيما بعد.

وفي عام 1965 أخرج أسعد فضة مسرحية “لكل حقيقته”, وفي ذات العام أخرج كذلك مسرحية “دون جوان”.

وقدم خلال الأعوام اللاحقة عدة مسرحيات منها “عرس الدم, دخان الأقبية, التنين, السيل, الملك العاري”.

مشوار أسعد فضة في التلفزيون:

قدم أسعد فضة العديد من الشخصيات المختلفة المتنوعة ما بين الأعمال الشامية والاجتماعية والتاريخية.

أول من جسد الشخصية الشامية:

من منا لا يذكر شخصية أبو دباك الشهيرة والتي جسدها الفنان أسعد فضة كأول من يجسد الدور الشامي.

حيث أبدع فضة في أداء الدور من خلال مسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” عام 1990, والتي لازالت بذاكرة السوريين لغاية اليوم.

وبرع أسعد فضة في أداء العديد من الشخصيات الأخرى في مختلف الأعمال من أبرزها “باب الحارة, الدبور, بيت جدي”.

وبرع كذلك أسعد فضة في أداء أداور الفانتازيا مع المخرج الشهير “نجدت أنزور” ليقدم معه العديد من الأعمال.

ومن تلك الأعمال التي لا زالت محفورة في ذاكرة السوريين لغاية اليوم “الجوارح, البواسل, الموت القادم إلى الشرق”.

ولم تغب الأعمال التاريخية عن أسعد فضة, ليقدم نخبة من أبرز المسلسلات التاريخية مجسداً أدواراً بحرفية عالية.

حيث شارك في مسلسلات “انتقام الزباء, عز الدين القسام, العبابيد, ذي قار, سيف بن ذي يزن, قمر بني هاشم”.

ولأسعد فضة العديد من الأعمال المميزة الأخرى قد يطول المقام لذكرها, ونذكر من أبرزها:

“أبو البنات, الرحيل إلى الوجه الآخر, الوصية, مخالب الياسمين, الخيط الأبيض, قتل الربيع, ليل ورجال, تحت المداس”.

وبرع فضة خلال مسيرته الحافلة حتى عام 2020 حيث حضر في مسلسل “سوق الحرير” الذي عرض في رمضان الفائت.

أعماله على صعيد المسرح والسينما:

أخرج أسعد فضة العديد من المسرحيات خلال مشواره المهني نذكر منها مسرحية “السعد” عام 1971.

وفي عام 1972 أخرج فضة مسرحية “المهرج”, وأتبعها بمسرحية “أيام سلمون” عام 1973.

وأخرج كذلك فضة في الفترة بين 1975 و 1979 مسرحيات “أبي خليل القباني, سيزيف الأندلسي, الملك هو الملك”.

وعام 1981 قدم أسعد فضة مسرحية “حرم سعادة الوزير” والتي نالت شهرة واسعة عقب عرضها.

وفي السينما ترك أسعد فضة بصمة مميزة من خلال مشاركته بالعديد من الأفلام المميزة والتي حظي بجوائز عدة من خلالها.

ففي عام 1972 شارك أسعد فضة بأول أعماله السينمائية من خلال فلم “الفهد” الذي صنف كأفضل مائة فلم بكلاسيكيات السينما العالمية.

وأتبعها بفترة السبعينيات بعدد من الأفلام منها “سرب الأبطال, المغامرة, جزيرة النساء, حبيبي يا حب التوت”.

وقدم فضة عام 1983 دورا مميزا من خلال فلم “لعبة الحب والقتل”, وعام 1988 شارك من خلال فلم “ليالي ابن آوى”.

وشارك فضة كذلك خلال السنوات الماضية في أفلام عديدة منها “زهر الرمان, قمران وزيتونة, دمشق مع حبي, الرابعة بتوقيت الفردوس”.

أسعد فضة إداري مميز:

لم تقتصر مسيرة أسعد فضة المتميزة على التمثيل والإخراج, وإنما تعدتها لتسلم العديد من المناصب الإدارية الهامة.

حيث شغل فضة منصب مدير لمسرح القومي عام 1967, والذي يعد من أهم المسارح في سوريا.

وفي عام 1968 ترأس أسعد فضة منصب رئيس المركز الدولي للمسرح في سوريا.

كما شغل أسعد فضة منصب نقيب الفنانين السوريين لفترتين, امتدت كل فترة لأربع سنوات.

وبالإضافة لما سبق تقلد فضة منصب مدير المسارح والموسيقى التابعة لوزارة الثقافة السورية.

كما نال منصب المدير لأهم المهرجانات السنوية التي تقام في سوريا, وهي مهرجان المحبة في اللاذقية.

ومهرجان بصرى الدولي في درعا, بالإضافة لمهرجان دمشق السينمائي.

انتقادات طالت فضة ورده عليها:

وجه البعض سهام نقده نحو أسعد فضة لكثرة المناصب التي تقلدها, متسائلين عن سبب عدم تركه بعضاً منها لغيره.

هي تساؤلات أجاب عنها فضة خلال لقاءه بأحد المواقع مبيناً بأن المناصب التي تقلدها, نالها عن استحقاق.

وأضاف فضة بأنه لم يحصل على أي منصب كان عليه خلاف مع غيره, مفصحاً عن رفضه عدة مناصب أخرى.

وبرر فضة عدم تقلده بعض المناصب التي عرضت عليه لوجود شخص آخر يريدها ففضل الانسحاب منها.

وقال فضة بأن المناصب التي أدارها لم تكن يوماً تشريفاً له بكل كانت مسؤولية وتكليف.

ولم يكتفي فضة بذلك بل فصل في المناصب التي أدارها واحداً تلو الآخر.

حيث قال فضة “أواخر الستينات كنت مدير المسرح القومي لأنني كنت الوحيد الموفد لمصر وفرنسا لدراسة المسرح والاطلاع عليه”.

وتحدث بانه كان مديرا للمسرح والموسيقى بتكليف من وزارة الثقافة التي اختارت قبلي وبعدي في شغل المنصب ولم أستمر به طيلة حياتي.

وبين فضة توليه بمنصب نقيب الفنانين بأن الاختيار يكون بالانتخاب وليس بالتعيين مضيفاً بأنه لم يدم له كما لغيره.

وعن ترأسه للمهرجانات, بين فضة بان الامر طبيعي أن يرأس المهرجان من يكون مديرا للمسارح والموسيقى.

حياته الشخصية:

تزوج الفنان في حياته مرتين, الأولى كانت من الفنانة الراحلة مها الصالح, ورزق منها بابن واحد هو الفنان مجد فضة.

إلا أن زوجته مها توفيت عام 2008 عقب معاناتها مع مرض عضال, ليتزوج بعدها فضة من السيدة صفاء خيربك.

وفاة أسعد فضة:

انتشرت عام 2019 الماضي شائعة تحدثت عن وفاة الفنان أسعد فضة, رغم وجوده بالقاهرة.

حيث كان فضة يلقى التكريم في مهرجان المسرح العربي, لتخرج زوجته وتنفي الشائعة, قبل خروج فضة لاحقا وينفي الامر بنفسه.

جوائز حصدها أسعد فضة:

تكللت مسيرة أسعد فضة الحافلة بالأعمال المميزة بنيله العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته.

فقد نال فضة جائزة أفضل ممثل من مهرجان دمشق السينمائي عن دوره في فلم “ليالي ابن آوى”.

كما حصد فضة جائزة أفضل دور تاريخي عن دوره الذي أداه في مسلسل “العوسج” من مهرجان القاهرة.

وتم تكريم أسعد فضة في مدينة اللاذقية التي ينتمي إليها عبر تغيير اسم صالة المسرح القومي لتحمل اسمه منذ عام 2006.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى