ثقافة ومجتمعسوريا

يوم هـ.ـرب الأسد وأنقذه صدّام وأطعِم الجيش العراقي في إدلب .. حـ.ـرب تشرين وزيف الانتصار

يوم هـ.ـرب الأسد وأنقذه صدّام وأطعِم الجيش العراقي في إدلب .. حـ.ـرب تشرين وزيف الانتصار

ديلي سيريا _ فريق التحرير

لطالما تغنّى نظام الأسد بانتصاره في حـ.ـرب تشرين، لكن الحقيقة لم تكن كذلك، فلولا تدخل الجيش العراقي

وقطعه أكثر من ألف كيلو متر في طريقه للمعـ.ـركة، لكان الجيش الإسرائيلي انتصر فيها.

حـ.ـرب تشرين

يوم كادت دمشق أن تسقط لولا تدخل بغداد ويوم أُطعم الجيش العراقي في سراقب بإدلب والتي سماها العراقيون فيما بعد تل الخبز

إليكم القصة الكاملة لما حدث، أعلنتها مصر وسوريا وخاضها الجيش العراقي تغنى بها بعث حافظ الأسد وفضـ.ـحه صدام حسين

حـ.ـرب تشرين أكتوبر

يوم أُطعم الجيش العراقي في إدلب وكادت أن تسقط دمشق لولا تدخل بغداد، بعد ستة أعوام على سقـ.ـوط هضبة الجولان

واحتلال شبه جزيرة سيناء من مصر والضفة الغربية التي كانت تحت حكم الأردن آنذاك، قررت سوريا حافظ الأسد ومصر أنور السادات

خلال اجتماع لهما في دمشق إعلان الحـ.ـرب على الاحتلال الاسرائيلي في يوم السادس من تشرين أكتوبر من عام 1973 لاستعادة تلك المواقع.

العراق خارج المعادلة

ما جرى من ترتيب للخطط العسكرية بين ضباط الجيش المصري والسوري قبل الاتفاق على تاريخ بداية الحـ.ـرب

تم بعيدا عن أعين العراق الذي كان يحكمة آنذاك الرئيس العراقي “أحمد حسن البكر”.

صباح السادس من أكتوبر بدأت الحـ.ـرب وزحف الجيش المصري نحو قناة السويس ودخل الجيش السوري إلى عمق الجولان

وبدأت أصداء المعركة ضد الاحتلال الاسرائيلي، تأخذ صدى عربيا وعالميا، مع توالي الضـ.ـربات المفاجئة للجيش الاسرائيلي

وتكبيده خسـ.ـائر كبيرة، لكن ما أثار الغرابة لدى قادة وضباط الجيش العراقي  هو سماعهم لأنباء المعـ.ـركة عبر الإذاعات العربية.

دون أي خبر رسمي مسبق عن استعدادات كلى الجانبين لخوض الحـ.ـرب لكون العراق ملتزما بتعهدات

لإرسال قوات من الجيش العراقي للمرابطة على حدود الطوق العربي حول اسرائيل.

لكن العراق اتخذ قراره بدخول الحـ.ـرب وتحرك في السابع من أكتوبر لزج الجيش العراقي على خطوط القـ.ـتال

قاطعا أكثر من ألف كيلو متر في طريقه للمعـ.ـركة  فوضع ثقل قواته على الجبـ.ـهة السورية

فيما اقتصرت المشاركة في الطيران الحربي لمساندة الجيش المصري في سيناء

على أبواب دمشق هـ.ـروب الأسد

خلال أيام الحـ.ـرب الأولى كانت خسـ.ـائر الجيش الإسرائيلي كبيرة على كلى الجبهتين السورية والمصرية، إذ توافق توقيت انطـ.ـلاق مع يوم عيد الغفران عند اليهود.

حيث غادرت غالبية القوات الاسرائيلية سكناتها العسكرية للاحتفال بعيد الغفران لكن سرعان ما بدأت تلك القوات بترتيب صفوفها

والتماسك بدعم أميركي خصوصا على الجبهة السورية لشـ.ـن هجـ.ـوما مضاعفا على الجيش السوري.

والذي تعرض في اليوم الثالث بالمعـ.ـركة لقـ.ـصف جوي إسرائيلي كبده خسـ.ـائر كبيرة أنهكت قواه تماما وخسـ.ـارته لأكثر من 600 دبابة ومقـ.ـتل مئات الجنود.

أخذ الجيش الإسرائيلي بعدها يتوغل داخل العمق السوري ويشق طريقه نحو دمشق التي باتت تفصله عنها 25 كيلومترا فقط.

في تلك الأثناء كان حافظ الأسد مع ضباطه وأركان جيشه يستعدون لحمل حقائبهم للـ.ـهرب نحو حلب لتحويلها إلى مقر للعمـ.ـليات

فيما كانت الأصوات من عائلة الأسد تقترح أن تكون الوجهة نحو اللاذقية وترك دمشق لمصير السقـ.ـوط 

لكن الأنباء التي وصلت إلى مسامع حافظ جعلته يعدل عن فكرة الهـ.ـروب، بعد وصول طلائع اللواء المـ.ـدرع العراقي

لجبـ.ـهة القـ.ـتال السورية وتدميره ل12 رتلا اسرائيليا كانت تشق طريقها إلى العاصمة دمشق

وثيقة صدام فضيحة الأسد

وثيقة بالصوت والصورة للراحل صدام حسين كشفها بعد 9 سنوات على حـ.ـرب أكتوبر وتحديدا سنة 1982

بعد تقديم حافظ الأسد الدعم لإيران في حـ.ـربها على العراق  يسلط صدام حسين الضوء فيها على دور الجيش العراقي

في إنقاذ دمشق من الإسرائيليين، بينما كان الأسد في جحره يستعد للهـ.ـرب وخيانته للجيش العراقي

ومنعه من التقدم لتحرير الأراضي السورية من الاحتلال الاسرائيلي بإعلان وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار / شاهد فيديو صدام من هنا

معارك عراقية على الأرض السورية

خلال الحـ.ـرب التي استمرت حتى الرابع والعشرين من أكتوبر خاض الجيش العراقي على الأرض السورية العديد من المعـ.ـارك بداية

من معـ.ـارك اللواء الثاني عشر مدرعات في عقربة وتل الشعار وتل البزّاق وصولا إلى طريق دمشق القنيطرة من الثاني عشر.

وحتى الرابع عشر من أكتوبر سنة 1973 مرورا بمعركة كفر ناسج بين السادس والسابع عشر من أكتوبر

والتي مُني خلالها الجيش الاسرائيلي بخسـ.ـارة كبيرة قبيل استعداده لقطع طريق الشيخ مسكين لعزل سوريا عن الأردن

وفشـ.ـل مخططه على يد القرات العراقية، ومعركة تل عنتر التي تسببت قرارات القيادة السورية بتأجيل ساعة الصفر

من يوم الثامن عشر إلى التاسع عشر من أكتوبر لانكشاف خطة الجيش العراقي وفقدان عامل المباغتة.

مما عرض القطعات العراقية إلى خسـ.ـائر لا موجب لها وحرمها من تحقيق النصر المنتظر

هدنة الأسد وإحراج العراق

في التاسع عشر من أكتوبر جرت معـ.ـركة جبل الشيخ والتي نفذتها القوات الجبلية في الجيش العراقي للسيـ.ـطرة على بعض المناطق

بالتزامن مع إنزال جوي للجيش السوري مع رتل أرضي للسيـ.ـطرة على منطقة العقبات لإجـ.ـبار العدو على التراجع.

لتستمر المعـ.ـركة حتى الثالث والعشرين من أكتوبر التي ركز في حينها الجيش الإسرائيلي قصـ.ـفه على القوات العراقية

فيما بقيت الجبـ.ـهة المناطة بالقوات السورية هادئة بانتظار وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار.

لكن تكامل تشكيلات الفيلق المدرع العراقي دفع القيادة العراقية لأخذ قرارها بصد الهـ.ـجـ.ـوم والقيام بأخر شامل على العدو يوم الثالث والعشرين من أكتوبر.

إلا أن القيادة السورية طلبت من القوات العراقية إرجاء الهـ.ـجوم يوما واحدا، وبحلول الرابع والعشرين من أكتوبر سنة 1973 أعلنت القيادة السورية قبولها وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار.

وهذا اعتبارا من نفس اليوم المذكور وهو ما جعل موقف القوات العراقية مُحراجا فقررت الانسـ.ـحاب والعودة إلى العراق

بعد أن قدمت تضحـ.ـيات بأكثر من 850 شهـ.ـيدا و73 مفقودا و271 جـ.ـريحا وخسـ.ـارتها ل26 طائرة مقـ.ـاتلة

و111 دبابة وناقلة جند مدرعة و294 عجلة وأكثر من 738 قطعة سـ.ـلاح من مختلف الأنواع.

الجيش العراقي في سراقب

على هامش حـ.ـرب أكتوبر تدور قصة يتفاخر بها أهل مدينة سراقب بريف إدلب أو بحسب التسمية العراقية “أهالي تل الخبز”

حين وصول الجيش العراقي عبر البادية السورية وصولا إلى منطقة أبو ظهور ثم سراقب أقام الجيش العراقي معسكره قرب الدوير

التي تبعد عن مدينة سراقب حوالي 5 كيلومترات.، ليبدأ الكرم السراقبي الذي افتتح أهلها خطا مباشرا مع نقطة الجيش العراقي

لتزويده بالخبز والطعام وحين اضطر الجيش العراقي لترك المنطقة ومتابعة تقدمه نحو جبـ.ـهة القتال التي تبعد 400 كيلو متر.

وأخذ حاجته من الخبز والطعام تاركا وراءه تلة من الخبز والمعونة في معسكره قرب سراقب

تشرين أكذوبة البعث

في خطاب حافظ الأسد خلال الحـ.ـرب سنة 1973 وزع بطاقات شكر لجيشه وضباطه مشيدا ببطولات الجيش المصري

وتضحـ.ـيات القوات المغربية التي شاركت في الحـ.ـرب على الجبهة السورية والتي تُركت فريسة سهلة لإسرائيل بعد تخلي نظام الأسد عنها.

فلم يكتف حافظ الأسد بعدم التطرق للجيش العراقي ومعـ.ـاركه التي خاضها لحماية دمشق وإنقاذها من السقوط  لكنه رد جميل بغداد بمؤازرة إيران ضد العراق.

لتتلوها سنوات من الكذب المغلف بأوسمة نصر الأسد المزعوم في حـ.ـرب تشرين لكن ما حدث يلخص وهما معـ.ـارك وانتصارات زائفة

مجدها بعث الأسد لأعوام طوال ولا يزال بينما خاضها بعث صدام، فأي البعثين أكثر عروبة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى