بروفايل

عُرِف بانتقـ.ـاداته لسياسة الحكومة مع المواطن وشارك في معظم أعمال البيئة الشامية .. أبرز محطات الفنان السوري الراحل “عصام عبه جي”

عُرِف بانتقـ.ـاداته لسياسة الحكومة مع المواطن وشارك في معظم أعمال البيئة الشامية .. أبرز محطات الفنان السوري الراحل “عصام عبه جي”

ديلي سيريا – فريق التحرير

اشتُهِرَ بأداء أدوار البيئة الشامية والاجتماعية، في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، التي عالجت قضايا اجتماعية متنوعة.

وتمكن خلال مسيرته الفنية من تأدية الأدوار الكوميدية والتاريخية، في التلفزيون والمسرح بحرفيةٍ عالية، مستنداً لمواهبه وقدراته في الفن.

الفنان الراحل “عصام عبه جي”، ممثل سوري، وُلِدَ في السادس عشر من أكتوبر عام 1949في دمشق،

وتزوج من خارج الوسط الفني، ولديه 4 أبناء، لم يدخل أياً منهما في عالم الفن.

انطلاقته الفنية

كان عبه جي محباً وعاشقاً للفن، إلا أن انطلاقته لم تكن سهلة، في ظل معارضة عائلته لفكرة الفن،

فضلاً عن أنهم لايؤمنون بها، إلا أن الراحل واجه الجميع وسلك طريقه.

ويُروى عنه أنه كان يقاتل ويشاغب في المدرسة، حتى يُسمح له بإبراز مواهبه وقدراته العالية في التمثيل الحي أمام الطلاب، من خلال المسرح المدرسي.

وفي عام 1960 صدر مرسوماً من الدولة يسمح بقيام مسرحاً حكومياً،

فلم يكن أمام الراحل سوى استغلال تلك الفرصة، فكان من أوائل المتقدمين لذلك المشروع.

ومنذ ذلك الحين، اعتُبِرَ عبه جي من رواد الحركة المسرحية،

وارتبط إسمه بحجر الأساس لتشكيل وتأسيس المسرح القومي في سوريا.

وفي ذات العام انتشر التلفزيون في منازل السوريين، ومعه بدأت دفعات من مخرجي المسلسلات تأتي من مصر بعد إنهاء دراستهم، باحثين عن قامة شبابية تمثيلية، تتميز بلهجتها الشامية المميزة.

فكان عبه جي من أبرز من يبحث عنه المخرجون، ودخل في عالم المسلسلات التلفزيونية،

وأُسندَت إلية أدوار الشر في معظم أعماله الاجتماعية.

وشكلت تلك الأدوار نظرات من التشاؤم والكره له من قِبَل الجمهور،

إلا أنه اعتبرها زاداً له في السنوات القادمة، ولا سيما عندما يعي الجمهور أن أدواره السريرة مجرد تمثيل، وليس لها أية صلة بواقعه.

وتميز الفنان بصوته الشامي العتيق، مادفع إذاعة دمشق لإسناد مسلسلاً يومياً له، برفقة الفنانة وفاء موصللي، يحاكي فيه هموم المواطنين.

أعماله

تحتوي مسيرة الراحل الفنية على أكثر من 7000 ساعة تلفزيونية، وأكثر من 3000 ساعة إذاعية، ومئات الساعات السينمائية، إضافةً لآلاف مؤلفة من الساعات المسرحية.

لم يكن عبه جي يمتلك كاريزما النجم في إحدى فتراته، ما تسبب بتغييبه عن الصفوف الأولى في النجومية،

نتيجةً لظهور عدد من الأكاديميين في الفن كالراحل سليم كلاس والراحلة هالة شوكت.

إلا أن شهرته عادت لتتجسد جماهيرياً، من خلال مسلسل “مرايا” برفقة الفنان “ياسر العظمة”،

فقد أدى فيها عدداً من الشخصيات التي تميزت بطابعها الدمشقي الاجتماعي المعاصر.

وتعود براعته في مسلسل مرايا، للهجته الشامية العتيقة، وملامحه وطباعه التي جسدت أهل الشام،

وهذا مالعب دوراً كبيراً بزيادة شغف الجمهور وعشاق الدراما، لمتابعة عبه جي.

شارك الراحل في معظم أعمال البيئة الشامية وبرع فيها، أبرزها مسلسلات ليالي الصالحية وبيت جدي والدبور إضافةً لمشاركته في المسلسل الشهير باب الحارة وغيرها الكثير.

واشتهر في باب الحارة، بشخصية التاجر الدمشقي “أبوبراهيم”، الذي تعرض لسرقة ذهبه من قِبَل الإدعشري في الحلقات الأولى من الجزؤ الأول للمسلسل.

وعرِف بشخصيته في مسلسل حارة القصر مطلع السبعينيات،

حيث أدى دور صاحب دكان الحارة “أبوذكي”، إلى جانب صديقه في العمل “أبوممدوح”.

وبرع في الكثير من الأعمال الدرامية الاجتماعية أبرزها مسلسلات الرحيل إلى الوجه الآخر وعودة غوار إلى جانب دريد لحام، وأبوالمفهومية وسواها الكثير.

وبما أنه من رواد عالم المسرح، فقد ظهر في عدد كبير منها أهمها “موتي بلا قبور وحرم سعادة الوزير إضافةً لمسرحية الملك هو الملك”.

حقائق ربما لاتعرفها عن عبه جي

كثيراً ماكان يلاحَق الراحل من قِبَل حكومة النظام السوري، بسبب انتقاداته لسياساتها مع المواطن بأسلوب اجتماعي من خلال مسلسله اليومي عبر إذاعة دمشق.

إضافةً إلى أنه كان شديد الخصومة مع الرقابة، وكثيراً ماكانت تأتيه اتصالات تحذره من بعض حلقاته أو تصريحاته، التي ينتقد فيها سياسات الدولة وتهميش المواطن.

فقد كانت من أبرز مبادئه وطباعه هي تغيير الواقع والنقد البناء بصوتٍ كلاسيكيٍ، يسعى من خلاله لتسليط الضوء على حياة المواطن.

ولعلٌ أبرز مايميز عبه جي، هو أنه كان يميل للصمت أمام ماتؤول إليه خياراته الفنية، أو ما يختاره الآخرون له، فقد قدم أعمالاً كوميدية دون المستوى الفني له مرغماً.

وفـ.ـاته

تـ.ـوفي الفنان الراحل “عصام عبه جي”، في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 2014 بمحافظة دمشق, إثر نوبة قلبية وصراع طويل مع مرض عضال.

رحل معمر الدراما كما يطلق عليه البعض، تاركاً خلفه 40 عاماً من الإبداع والعطاء المستمر، تمثلت باعمال متعددة ستبقى خالدة في ذاكرة السوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى