ثقافة ومجتمع

كل ما بقي من جسد “صدام حسين” في أغرب نسخة قرآن بالعالم مكتوبة بدمائه .. وهذا سر النذر الذي كلفه 27 لتراً من دمه

كل ما بقي من جسد “صدام حسين” في أغرب نسخة قرآن بالعالم مكتوبة بدمائه .. وهذا سر النذر الذي كلفه 27 لتراً من دمه

ديلي سيريا – فريق التحرير

مصحف كتبت آياته بدماء “صدام حسين”، الرجل الذي أراد نصف العالم رأسه وهـ.ـدر دمه والنصف الآخر كان على استعداد أن يفديه بدمه

فأنفق الرئيس العراقي الراحل 27 لتراً من دمائه معلناً كتابة أول مصحف بالعالم بريشة خطاط عراقي اعتكف عامين

ليخطَّ القرآن كاملاً بحبر قلب صدام حسين فما قصة هذا المصحف الذي يقـ.ـبع اليوم خلف أبواب مغلقة

ويتم التعامل معه على انه أكثر وثائق الأرض سرية كونه الشاهد الوحيد على آخر ما تبقى من جسد صدام حسن.

ما زال مصحف صدام حسين المخطوط بالدم يثيـ.ـر الجدل حتى بعد عشرات السنين

كاد يفقد الخطاط بصره، وتم تنفيذه وفاء لنذر

لماذا تكبد صدام كل هذا العناء

خلف أبواب مغلقة وبمنتهى السرية، جلس فنان عراقي على مدى عامين ليخطّ القرآن كاملاً، 605 صفحات

تضم 336 ألف كلمة كتبها جميعها بدماء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. 

وبعد إعـ.ـدام الرئيس في 2006، أصبح هذا المُصحف واحداً من أكثر نسخ القرآن شهرة، والأثر الجسدي الوحيد من صدام شخصياً.

مصحف صدام حسين المخطوط بالدم

يوجد المصحف حالياً بمبنى ملحق بمسجد “أم القرى” -أم المعارك سابقاً- في بغداد

ويتكون من 604 صفحات تحتوى كامل القرآن الكريم: 114 سورة، ونحو 336 ألف كلمة

خطَّت بما يتراوح ما بين 24 و27 لتراً من دماء الرئيس الراحل صدام حسين، وفق ما نشرت في وقت سابق صحيفة The Guardian البريطانية.

البداية.. محاولة اغتـ.ـيال عدي

في 12 ديسمبر/كانون الثاني عام 1996 وفي أحد أحياء بغداد الراقية مرّت سيارة من طراز “بورشه”

الفاخر يقبع بداخلها عدي صدام حسين، الابن الأكبر للرئيس الراحل.

وبعد عدة دقائق انهمر وابل من الرصـ.ـاص من بندقيتين آليتين على السيارة في مشهد دموي

تسبب لعدي في إصـ.ـابات بالغة أثرت فيما بعد على قدرته على السير.

كانت محاولة الاغتـ.ـيال الانتقـ.ـامية تلك من قبل مجموعة من الشباب العراقي المعارض

لحكم صدام حسين، والتي قلبت الأوضاع بشكل كبير داخل أروقة الحكومة العراقية آنذاك.

وأثناء مكوثه للعلاج بمستشفى ابن سينا في بغداد، كان يزوره والده الرئيس صدام، عندما راودته فكرة كانت وراء أحد أشهر نُسخ القرآن الكريم جدلاً

ألا وهي كتابة القرآن الكريم كاملاً بدم الرئيس “صدام حسين”، بمثابة نَذْر منه فداء لنجاة ابنه الأكبر من المـ.ـوت.

الأمر المطاع.. استدعوا عباس شاكر الجودي

في حديث له عام 2004 لموقع الجزيرة، يروي الفنان والخطاط العراقي عباس شاكر الجودي أن الرئيس صدام حسين استدعاه بشكل عاجل 

وطلب منه طلباً غير عادي، أن يَخُطّ له القرآن الكريم كاملاً باستخدام دمه كحِبرٍ، وعن الواقعة يروي الجودي: “المهمة لم تكن سهلة.. 

لقد تم إعطائي أول قارورة من دم الرئيس وبدأت العمل مباشرة.. وقدمت بعد أسبوع نموذج صفحة لكي توافق عليها لجنة شكلت خصيصاً لذلك”.

وكان دور لجنة الخبراء يقوم ليس فقط على درس دقة النص وإنما “التأكد من أن الدم سيقاوم مرور الزمن”.

الكتابة بالدم دون أن يتجلط.. ومكافأة سخية

يتابع الخطاط العراقي قائلاً: “لم يكن الأمر سهلاً.. كان الدم كثيفاً جداً ولم أتمكن من العمل به..

نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زودني به ويشبه الغلوكوز.. وقد نجح ذلك”.

وأضاف: “في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام كنت أطلب المزيد..

وكان حراس يقومون آنذاك بجلب قـ.ـمع عليه ملصق مستشفى ابن سينا، مستشفى عائلة الرئيس”.

وأشار إلى أنه كان في بعض الأحيان ينتظر عدة أيام أو حتى أسابيع لأن صدام حسين كان مشغولاً ولأنه كانت هناك تهـ.ـديدات أمريكية.

وقال الجودي إنه كاد يفقد بصره تقريباً في تلك العملية التي استمّرت عامين، إذ كان نظام الرئيس صدام في عجلة لإنهاء تلك المهمة.

وكشف عن أنهم دفعوا له آنذاك 3000 دولار، بينما كان راتبه وقتها 54 ألف دينار عراقي “24 دولاراً فقط”، إذ كان الدينار العراقي في أضعف حالاته.

كاد أن يسرق.. وأنقذه شيخ الوقف السني

في أعقاب أعمال السـ.ـلب والنـ.ـهب التي تلت اجتـ.ـياح العراق، كان هذا المخطوط من أكثر المخطوطات التي بحث عنها

ولكن بعد الاحتـ.ـلال مباشرة تحفّظ الوقف السُّني العراقي على المصحف.

وحفظ في قبو الأرشيف الملحق بمسجد أم القرى -أم المعـ.ـارك سابقاً- في بغداد بحسب تصريحات الشيخ أحمد السامرائي

الذي قال إنه كان مدركاً لحُرمانية هذا العمل ولكن هذا لم يمـ.ـنعه من الاحتفاظ به.

ورغم أن الحكومة العراقية الجديدة بعد الاحتـ.ـلال، وفي عام 2005 تحديداً

كانت تسعى بقوة لإزالة كل ما يمُت لنظام صدام حسين وحزب البعث العراقي بصِلة من آثار وبقايا ورموز، لكن العمل بقي محفوظاً.

الجدل الديني: كتابة القرآن بالدم حرام

قبل الاجتـ.ـياح الأمريكي للعراق وفي نهاية التسعينيات انتشر خبر كتابة صدام حسين القرآن

بدمه في أنحاء الوطن العربي، وأثار هذا النَّذر حفيظة الكثير من الناس، ودفع بالجدل بينهم.

تمثل الجدل في تعليقات الصُّحف العربية آنذاك نقلاً عن بعض الشيوخ والرموز الإسلامية

فاستنكر مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون القضائية والدينية الشيخ ‏السيد علي الهاشمي الفعل، وقال إن كتابة القرآن بالدم حرام.

بينما ذكرت صحيفة “البلاد” السعودية أنها أصيـ.ـبت بالدهشة والاشمئزاز من “جـ.ـريـ.ـمة صدام ‏ ‏الاعتـ.ـداء على القرآن الكريم”.

في حين أرسل العديد من المواطنين وقتها استفسارات عن مدى حرمانية كتابة القرآن الكريم بالدم

إلى شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق علي، الذي رد بفتوى تُحرم كتابة القرآن الكريم بالدم.

أين هو اليوم؟ وكم يقدر ثمنه؟

أما اليوم، فيقبع القرآن في قبو مقفل بثلاثة أبواب تحت مبنى ملحق بمسجد “أم القرى”

مفاتيح تلك الأبواب تم توزيعها بين الشيخ، ومفوض شرطة المدينة، وطرف ثالث سري.

من أجل إلقاء نظرة على نسخة القرآن المثيرة للجدل يتعين على المرء أن يقدم طلباً رسمياً للحكومة.

أما ثمنه فقدرته الصحيفة البريطانية بملايين الدولارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى