ثقافة ومجتمع

كان مذهلاً في حفظ وثائق سيرته: جميل مردم بك لم يكن عمـ.ـيلاً لإسرائيل.. وباحثة سورية تكـ.ـذب هآرتس

كان مذهلاً في حفظ وثائق سيرته: جميل مردم بك لم يكن عمـ.ـيلاً لإسرائيل.. وباحثة سورية تكـ.ـذب هآرتس

ديلي سيريا – وكالات

في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، فجـ.ـرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية

قنـ.ـبلة مدوية حين زعمت أن رئيس الوزراء السوري الأسبق (جميل مردم بك) كان “عمـ.ـيلاً مزدوجاً” 

وساهم في إمداد قياديين إسرائيليين بمعلومات وصفتها بـ”الهامة والحـ.ـاسمة” أدت لقيام ما يدعى بـ”دولة إسرائيل” عام 1948.

وقالت الصحيفة في مقال مطول للباحث الإسرائيلي مئير زمير، إن عملية “تجنيد” مردم بك

الذي شغل عدة مناصب منها سفير سوريا في مصر ومندوب عنها في مجلس جامعة الدول العربية عام 1945 ورئيس مجلس الوزراء

مذهلاً في حفظ وثائق سيرته

جميل مردم بك لم يكن عميلاً لإسرائيل.. وباحثة سورية تكذب هآرتس

بدأت في صيف عام 1945 من قبل رئيس المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط

(إيلتيد نيكول كلايتون) ورئيس الوزراء العراقي آنذاك (نوري السعيد).

وزعم كاتب المقال، أنه اطلع على وثائق، تفيد أن مردم بك وافق على خطة تقتضي بإقامة “سوريا الكبرى” 

التي تضم سوريا مع العراق وشرق الأردن في ظل الأسرة الهاشمية بعد طرد فرنسا والسماح لبريطانيا بالهيمنة على دمشق

مقابل حصول مردم بك على أموال كبيرة ووعود بحكم سوريا.

لكن الفرنسيين علموا بالمخطط وقرروا استـ.ـغلال مردم بك وبدؤوا بابتـ.ـزازه، ما دفعه إلى الاستقالة من رئاسة مجلس الوزراء

بعد التشاور مع البريطانيين دون علمهم بأنه أصبح “عميلاً مزدوجاً”، وبدأ بتقديم معلومات لفرنسا حول نوايا الجيش البريطاني في الشرق الأوسط.

تلويث سمعة متعمد

ولم تكد تهدأ الضجة أو الصـ.ـدمة التي أثارتها (هآرتس) بعد أن نقلت عنها عشرات المواقع والصحف العربية، حتى عاد الجدل ليتجدد من جديد

بعدما نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية بحثا مطولا مرفقا بالوثائق والمراسلات الرسمية  للباحثة، بسمة قضماني

أكدت  من خلاله أن المقال الذي نشره زامير، لا يرتقي إلى مستوى الدراسة الجادة والموضوعية

كما أن الوثائق التي ادعى أنه اطلع عليها ليست مسندة بعد!

واستهـ.ـجنت الباحثة مقال الباحث الإسرائيلي بقولها:

“ربما لم يخطر في بال زامير، أن جميل مردم بك من الشخصيات السياسية القليلة في الوطن العربي التي احتفظت بأوراقها كافة” 

مؤكدةً أنه ترك في منزله الأخير في القاهرة ما يزيد على عشرة آلاف وثيقة حول كل الأحداث المهمة التي مرت عليه أثناء تولّيه المناصب السياسية العليا من وزير المالية

ثم وزير الخارجية، ثم رئيس الوزراء، وأخيراً كوزير للدفاع، واحتفظ بكل ورقة شخصية أو رسمية

كان من المفروض أن يودعها في مركز أرشيف حكومي في سوريا، لكن بعدما شاهد الانقـ.ـلابات في بلده، قرر أن يبقيها في حوزته. 

مهمة خاصة

وبعد وفاته حرصت العائلة على حماية هذه الأوراق على أنها ملك للشعب السوري، فأوكلتني العائلة بهذه المهمة. 

قمت بالعمل مع مركز أرشيف مختص من أجل تنظيمها بشكل مهني، ومن ثم ترقيمها لتشكل مجموعة محفوظات

ترقى إلى مستوى الأرشيف المتوفّر في البلدان المتطورة، وسوف تصبح متاحة للمؤرخين قريباً.

وتتشكل هذه المجموعة من مراسلات ومحاضر اجتماعات رسمية وخطابات ومذكرات وتقارير عن رحلات رسمية

وتقارير سياسية تحليلية، كان يكتبها مردم بك بخط يده من وقت لآخر حول قضية أو حدث مهم

ونجد أيضاً إيصالات مالية وتعليمات بتحويلات إلى جهات مختلفة، بينها إيصال بأمر تحويل مليون ليرة سورية

إلى الصندوق الخاص لدى الجامعة العربية لمساعدة عرب فلسطين عام 1947.

وتؤكد الكاتبة، أن الكاتب الإسرائيلي تعمّد تلويث سمعة مردم بك المعروف كشخصية وطنية عربية اشتهرت بمهارتها

في العلاقات الدبلوماسية ومساهمتها الاستثنائية في الكـ.ـفاح من أجل تحرير الأراضي العربية من الاستعمار

وخاض معـ.ـارك سياسية ضـ.ـارية من أجل استعادة الاستقلال والسيادة غير المشروطة للدولة السورية

وكذلك اتصالاته وجهوده التي بذلها بلا كلل من أجل إنقاذ فلسطين.

حقيقة العـ.ـداء بين الشهبندر ومردم بك

من بين الملفات التي حصلت عليها القضماني، مجموعة الوثائق حول العلاقات مع فرنسا منذ عشرينات القرن الماضي وحتى جلاء قواتها عام 1946

إذ أن جزءا كبيرا منها يخص المفاوضات حول المعاهدة التي تم إبرامها في 1936، والتي كان من المفروض أن تنهي الانتداب الفرنسي

لكن البرلمان الفرنسي لم يصدّق عليها، إضافة إلى ملف عن العلاقات مع بريطانيا بين الثلاثينات وحتى أواخر الأربعينات. 

وكانت سلمى مردم بك قد نشرت كتاباً استند إلى بعض هذه الملفات

وهناك أيضاً وثائق حول علاقته بالدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي اتُهم بـ«العمالة لصالح البريطانيين»

بينما كان يهـ.ـاجم جميل مردم بك ويحـ.ـرض على المعاهدة التي توصل إليها الوفد المفاوض السوري بقيادة مردم بك مع فرنسا عام 1936

وقالت: “لا مجال للتوسّع هنا فيما جاء في الوثائق، نكتفي بالقول، إن العداء السياسي الذي نما بين الرجلين يشكل مؤشراً آخر لتبرئة مردم بك من العمالة للبريطانيين

اغتـ.ـيال الشهبندر

ويحوي الملف الرواية الكاملة حول اغتـ.ـيال الشهبندر، واتهام رجال الكتلة الوطنية ومن بينهم مردم بك، ثم المحاكمة التي أدت إلى تبرئتهم بالكامل”.

كما أن محاضر اللقاءات مع الفرنسيين والبريطانيين مكتوبة أو مطبوعة على ورق رسمي بعضها لرئاسة الوزراء وأخرى لوزارة الخارجية

وتكشف عن العلاقة التنافسية والمحفوفة بالشكوك بين فرنسا وبريطانيا آنذاك

وتشير إلى مباحثات حول مصالح بريطانيا في المنطقة والتي كانت المعلومات حولها متناقضة؛

إذ كان رئيس الوزراء ونستون تشرشل يصرّح بأنها تقتصر على ضمان خط مواصلات آمن بين جبل طارق والمحيط الهندي

وأن خارج ذلك يبقى العرب أحراراً في تنظيم أوضاعهم الداخلية والعلاقات فيما بينهم

بينما كان بعض أعضاء البرلمان والشخصيات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية

يسعون إلى التدخل في الحياة السياسية الداخلية السورية واللبنانية خلافاً لتعليمات رئيس وزرائهم.

مذكرات ديغول تكذب مزاعم زامير

اتفق القادة الوطنيون على الاستعانة بالإنجليز، وعلى رأسهم مردم بك بحكم منصبه كوزير خارجية ثم رئيس وزراء

من أجل التصدي للضغط الذي كانت تمارسه فرنسا آنذاك

وكان يسعى باستمرار لحشد الدعم الدولي للتخفيف من ضغوط فرنسا وإجلاء جيشها من سوريا

فهناك رسائل إلى ممثلي الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والدول العربية، بعضها بتوقيع مردم بك

وأخرى مشتركة من مردم بك وقادة لبنانيين، يحتجّون فيها على سلوك فرنسا في الوقت الذي كان قد تم الاعتراف باستقلال سوريا وأصبحت عضواً في هيئة الأمم.

أما عن “عمالة مردم بك للفرنسيين”، فإن الأدلة التي يزعم زامير أنه وجدها في الأرشيف الفرنسي

في لبنان تناقضه أحداث لا مجال للتأويل حولها، فبعد أن كانت فرنسا قد وعدت بالاعتراف باستقلال سوريا كدولة ذات سيادة كاملة في 1941

ثم أصبحت الجمهورية السورية (اسم الدولة آنذاك) عضواً في هيئة الأمم المتحدة، أخذت فرنسا تتراجع عن التزامها 

وحاولت ممارسة ضغوطات على المسؤولين السوريين من أجل إبقاء القوات العسكرية الخاصة

مردم بك عدو

تحت قيادة فرنسية بينما كان مردم بك – بصفته وزيراً للدفاع في 1945 – يرفـ.ـضها رفـ.ـضاً قاطعاً

ويتـ.ـهم الفرنسيين بالسعي إلى حرمان سوريا من جيش وطني والفرض عليها أن تكتفي بمجرد قوات درك وحرس حدود

ويطالب بإنهاء الدور العسكري الفرنسي ونقل قيادة القوات الخاصة لتصبح بإمرة السوريين. 

وقاومت فرنسا مساعي بريطانيا التي كانت تحظى بتأييد الولايات المتحدة، لحل القضية السورية – اللبنانية كما يطمح الشعبان ودون تقديم امتيازات للفرنسيين.

وتساءلت الكاتبة “كيف لمردم بك أن يكون عميلاً للفرنسيين بينما يكتب ديغول في مذكراته

أنه كان على قناعة بأن البريطانيين يتآمرون مع القادة السوريين لطرد فرنسا من سوريا؟ 

لقد تحول مردم بك إلى عدو لدود للفرنسيين إلى درجة أن المندوب السامي الفرنسي الجنرال بيني

تحدث عن فقدان الأمل منه ومن باقي القادة الوطنيين السوريين، وضرورة التخلص منهم باستبدالهم برجال تعاونوا مع فرنسا في الماضي”.

البريطانيون: لا مساعدة دون ثمن

ولفتت الكاتبة إلى أنه “من سوء حظ مردم بك”، أنه وجد هو وزملاؤه الوطنيون أنفسهم وحيدين في مواجهة “النمردة الفرنسية”. 

ففي محضر جلسة مع مسؤولين بريطانيين بتاريخ 14 فبراير (شباط) 1945 استنكروا الضغوط والتهديدات التي كانت تمارسها فرنسا

ووعدوا مردم بك بأن بريطانيا ستستخدم نفوذها لضمان أن تجري المفاوضات مع الفرنسيين بشكل نزيه ودون ضغوط تمارسها فرنسا

لكن سرعان ما تراجعت بريطانيا قائلة في وثيقة أخرى:

 “إن فرنسا عادت لتصبح دولة مستقلة ذات سيادة كاملة بعد تحريرها في 1944

وإنه يصعب على بريطانيا الضغط عليها، وبالتالي على القادة السوريين أن يجدوا سبل الاتفاق معها”

لم يكن للبريطانيين رغبة في مساعدة السوريين على تحقيق الاستقلال من دون ثمن

ألا وهو التبعية لهم عن طريق ضم سوريا إلى المملكة الهاشمية، وهذا ما وصفه مردم بك بـ«النفاق والغدر البريطاني».

أغضـ.ـب البريطانيين والفرنسيين معا

بدأ البريطانيون يعبّرون عن انزعاجهم من مردم بك الذي لقبوه بوزير الخارجية “الزئبقي”

ثم غضبوا منه بشكل كامل حيال ما اعتبروه “موقفاً متشدداً من الفرنسيين”، وكان فقدان الثقة بينه وبين الإنجليز متبادلاً. 

وتشير وثائق عديدة في الخارجية البريطانية إلى أن البريطانيين سعوا في مناسبات عدة إلى تجاوز مردم بك والتوجه مباشرة إلى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء.

خلاف واسع

وبلغت حدة الخـ.ـلاف بين القادة السوريين وفرنسا ذروتها في 1945

وأدت إلى قيام فرنسا بعدوان عسكري همـ.ـجي؛ إذ قصـ.ـف الطيران الفرنسي المباني الرسمية في دمشق ومنها البرلمان

واستهـ.ـدف وزارة الخارجية تحديداً في محاولة لقـ.ـتل مردم بك بعدما ألقى خطاباً متشدداً في البرلمان هـ.ـاجم فيه الفرنسيين 

وهـ.ـدد البريطانيين بفضح وثائق تشير إلى ضغوط مارسوها على القادة السوريين ليقبلوا بالشروط الفرنسية.

و تتساءل الكاتبة بعد عرض تلك الوقائع: “أي عميل هذا الذي يهـ.ـاجم ويهـ.ـدد علناً الدول العظمى، وكيف له ألا يخشى من أن يفضحوا عميلهم بدورهم؟ 

ولو كان مردم بك «عميلاً مزدوجاً»، فأين هي الخدمات التي قدمها إلى الفرنسيين أو البريطانيين أو الصهاينة الذين أعجبوا في البداية بدماثته ومهاراته الدبلوماسية

لكن سرعان ما غضـ.ـبوا منه واعتبروه عدواً لدوداً حينما بدأ يستخدم مواهبه السياسية لمحـ.ـاربة مصالحهم؟

 “أشرس أعـ.ـداء الصهاينة”

وفيما يخص ادعاءات العمالة للوكالة اليهودية، فإن دور جميل مردم بك في الملف الفلسطيني

كان مثل غيره من الشخصيات الوطنية العربية يعي أن المشروع الصهيوني أصبح له دعم من الدول العظمى كافة

بل أصبح موضع توافق دولي، وأنه لن يصلح التعامل معه على أنه محض اعتداء على أرض عربية يمكن مقـ.ـاومته بالسـ.ـلاح وبسالة المقـ.ـاتلين العرب 

فراحوا يبذلون جهودا دبلوماسية جبارة لمحاولة استدراك الخـ.ـطر وأجروا مباحثات مكثفة في العقد ما بين 1936 و1946 مع كبار المسؤولين من الوكالة اليهودية

وكل من يستطيع التأثير فيهم من بريطانيين وأميركيين؛ سعياً لإنقاذ الأراضي العربية من المشروع الصهيوني. 

كان جميل مردم بك من بين هؤلاء وكان يؤمن بأنه يتوجب بذل أقصى الجهود في المجال الدبلوماسي من أجل تجنّب العرب حرباً قد تعود عليهم بنتائج كارثية.

لم يستمتع الوطنيون السوريون طويلاً بالاعتراف الدولي بسيادة الدولة السورية الفتية

وقبولها عضواً في الأمم المتحدة إلا و وجدوا أنفسهم أمام خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين عام 1947

والتي رفضوها مثلما رفضتها الغالبية الساحقة من القادة والشعوب العرب، وتلتها حـ.ـرب وهـ.ـزيمة للعرب

الاعتراف بإسرائيل

ثم اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل فور إعلانها عن استقلالها عام 1948.

يشير الدكتور نيل كابلان، وهو مؤرخ كندي من جامعة مونتريال مختص في الصراع العربي – الإسرائيلي، 

مستنداً إلى الأرشيف الإسرائيلي في كتابه حول الدبلوماسية الفاشـ.ـلة في الصـ.ـراعات إلى محاولات عديدة

قامت بها شخصيات أغلبها من العرب، غير الفلسطينيين، والبريطانيين للوساطة بين عرب فلسطين والصهاينة. 

ويذكر من بين الأسماء التي عثر عليها في الأرشيف البريطاني والإسرائيلي جميل مردم بك وعبد الرحمن الشهبندر، واللبنانيان رياض الصلح وأميل إدّة

والمصري إسماعيل صدقي والبريطاني الشهير الكولونيل لورنس، كلها محاولات لإيجاد حل مقبول بين اليهود وعرب فلسطين

من خلال عشرات اللقاءات التي دوّنها مردم بك بالكامل في أوراقه الرسمية. 

وحول هذه المساعي الحميدة كتب إلياهو ساسون، أن مردم بك

«تحول في أعين الصهاينة من متفهّم لضرورة إيجاد حل سلمي إلى اعتباره من أشرس أعداء الصهاينة».

وكتب كابلان عن جميل مردم بك، أنه “في فترة الثلاثينات سعى أحد العملاء الصهاينة إلى ابتزاز مردم بك

من خلال محاولة استغلال خوفه من النفوذ اليهودي لدى الحكومة الفرنسية (حيث كان البرلمان الفرنسي يناقش المعاهدة الثنائية للمصادقة عليها)؛ 

وذلك من أجل كسب دعم مردم بك في كبح النشاطات المناصرة للفلسطينيين من قبل بعض الشخصيات القيادية السورية..

لكن مردم بك لم يتجاوب مع هذه المحاولات، بينما تعاون زعماء لبنانيون بشكل فعال في دعم جهود الصهاينة للحد من نشاطات المفتي حج أمين الحسيني وأتباعه”.

مزيف معلومات لا مؤرخ

وتختم الباحثة بالتأكيد على مقولة أنه لا يجوز الحكم على مرحلة تاريخية بأعين وذهنية مرحلة أخرى، وهذا فيه شيء من الصحة. 

لكن عمل المؤرخ الجاد هو تحديداً البحث في مجموعات عديدة من الأرشيف لاستيعاب كل معطيات الحقبة التاريخية التي يدرسها

وفهم الظرف الذي قاد شخصيات تاريخية إلى القيام بخطوات معيّنة واتخاذ قرارات بشؤون حساسة، وهذا جهد يستغرق سنوات طويلة.

وإن الباحثين في تاريخ فلسطين يعلمون أن المؤرخين الإسرائيليين قاموا بنشر كتب عديدة حول تاريخ الحركة الصهيونية

وظروف إنشاء الدولة اليهودية مستندين إلى أرشيف تحفظه المؤسسات الإسرائيلية. 

بعضهم عمل بصدق وكشف عن خطة طرد الفلسطينيين من بلادهم بينما كانت الحكومات الإسرائيلية المتتالية تنفيها

وبعضهم تحول إلى نجوم بفضل كتاباته، لكن البعض الآخر عمل بنوايا خبيثة فالمدعو زامير معروف لدى المؤرخين المحترمين

ومنهم مؤرخ فرنسي عريق ألّف مجلدات عن هذه الحقبة التاريخية ومطّلع على الأرشيف الفرنسي بأكمله، بأن زامير مؤرخ يفتقد للمصداقية

وأنه معروف بمحاولاته السابقة لتزييف المعلومات، وأنه يجيّر كل ما يطّلع عليه ليحوله إلى روايات استخباراتية وحكايات عن العمالة. 

وبهذا يسعى إلى إثبات السردية الإسرائيلية القائلة، إن القادة العرب، وخاصة كبار الشخصيات الوطنية

كانوا في الواقع لا يعارضون قيام الدولة اليهودية ومعنيين بمصالحهم وطموحاتهم الشخصية، وقد باعوا قضية عرب فلسطين منذ ذلك الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى