ثقافة ومجتمع

ذكرى مضيئة في درب الثورة المظلم .. العقيد يوسف الجادر “أبو فرات” الذي ارتقـ.ـى اسمه عالياً ليكون أحد رموز الثورة الكبار

ذكرى مضيئة في درب الثورة المظلم .. العقيد يوسف الجادر “أبو فرات” الذي ارتقـ.ـى اسمه عالياً ليكون أحد رموز الثورة الكبار

ديلي سيريا – فريق التحرير

يصادف اليوم الذكرى الثامنة لاستـ.ـشـ.ـهاد العقيد يوسف الجادر “أبو فرات”

أحد أبرز رموز الثورة السورية المسـ.ـلحة، ومحـ.ـرر مساحات شاسعة من حلب وريفها وقائد المقـ.ـاتليـ.ـن في الباب

“أنا قائد كتيبة دبـ.ـابـ.ـات.. كلفني (النظام السوري) بمهـ.ـمة قصـ.ـف مدينة الحفة”، يقول يوسف الجادر، بابتسامة سـ.ـاخرة

ومن المؤكد أن ما لم يكن يعلمه نظام الأسد في ذلك الوقت، أنه بتكليفه هذا

سيكون قد صنع واحدًا من أشهر الشخصيات الوطنية السورية بعد الثورة من حيث لا يدري.

رحل يوسف الجادر أبو فرات، لكن ذكراه باقية في قلوب محبيه، الذين يحيون ذكراه في كل عام بمختلف المناطق السورية المحررة.

انشـ.ـق يوسف الجادر عن نظام الأسد بعد رفـ.ـضه قصـ.ـف مدينة الحفة بريف اللاذقية، وانخـ.ـرط في صفوف الجيش الحر ليصبح قائد أركان لواء التوحيد.

ويقـ.ـتل في عملـ.ـية تحـ.ـرير مدرسة المشاة في الخامس عشر من كانون الأول – ديسمبر عام ألفين واثني عشر

من هو يوسف الجادر

يوسف الجادر ويُعرف أيضًا باسمِ أبو فرات (وُلد عام 1970 في مدينة جرابلس وتوفيّ في 15 كانون الأول/ديسمبر 2012) كانَ

عقيدًا في الجيش العربي السوري ثمّ تحوّل بعدَ الثورة إلى معارِض سوري وأصبحَ أحد القياديين في الجيش السوري الحـ.ـر.

ودرسَ الجادر في أحد المدارس المحليّة بالمدينة ثمّ تخرج من ثانوية أحمد سليم ملا ليلتحق بمعهد إعداد المدرسين في مدينة حلب

ثمّ تركها بعد عامٍ واحدٍ ليلتحقَ بالكلية الحـ.ـربية في حمص في الأوّل من نوفمبر من عام 1990.

تخرّج الجادر من الكلية الحـ.ـربية في كانون الأول/يناير 1993 برتبة ملازم أول

ثمّ تابعّ عمله بالسلك العسـ.ـكري حتى ارتقـ.ـى إلى رتبة عقيد فصارَ قائد كتيبة المـ.ـدرعـ.ـات في اللاذقية.

النشاط الثوري

قضـ.ـى يوسف وقتًا طويلًا كقائدٍ لأحدِ كُتب المـ.ـدرعـ.ـات ثمّ تغيّرت الأمور

عندما اندلعـ.ـت الثورة السورية عام 2011 حيثُ انشـ.ـقّ عن جيش النظام في وقتٍ مبكرٍ نوعًا ما

وكان ذلك في 18 تمّوز/يوليو 2012 فسارعَ بالانضمام إلى ثـ.ـوار حلب «لواء التوحيد»

في مدينة الباب وعاد بعدها إلى مسقط رأسه جرابلس ليُصبح أحد قادة اللواء. 

شاركَ يوسف الجادر بتحـ.ـريرِ ريف حلب كما قادَ مع الجيش الحر المعـ.ـركة التي نجحَ فيها هذا الأخير

في السـ.ـيطرةِ على حيي سيف الدولة وصلاح الدين بالإضافةِ إلى تحـ.ـرير مدرسة المشاة بتاريخ 13 كانون الأول/ديسمبر 2012.

أشهر أقوال يوسف الجادر

رفـ.ـض يوسف الجادر الأوامر الموجـ.ـهة له، بعد أن قضى أشهرًا يراقب ما تفعله قوات النظام

في المناطق الثـ.ـائرة، ورصدت مواقع الإعلام عدة أقوال للضابط الجادر نذكر منها:

لو تركلنا خيار نحن الضباط أنو نستقيل ونقعد ببيوتنا كنا تركنا، بس بشار الأسد ما تركلنا خيار

يا بدك تكون قـ.ـاتل يا قـ.ـاتل”، يقول الجادر الذي انشـ.ـق عن الجيش في حزيران 2012.

كنت شوف الدبـ.ـابات المـ.ـدمـ.ـرة على قناة الأورينت أشعر بالفرح، بعدين صرت قول أنا قائد كتيبة دبابـ.ـات، وهي دبابـ.ـاتي، كيف عم أفرح؟”

كشف الجادر في حياته، التنـ.ـاقض الذي وضعه به النظام السوري، كغيره من الضباط والسوريين، حين أرغـ.ـمهم على مواجـ.ـهة بعضهم البعض.

كان الجادر واحدًا من أكثر الشخصيات الثـ.ـورية التي دعت إلى وحدة السوريين، وهو ما يعكسه قوله “أنا عشت باللاذقية 22 سنة.. أنا بعرف العلويين طيبين وفقراء”.

يمكن عشر قادة فرق فقط هن يلي عايشين، وهدول (العلويين) حاطينون وقود للاستفادة منهم

وهم أبناء ضيع ما عندون أكل ولا خبز، وإذا مرض واحد منون بمـ.ـوت وما معه حق دواء”، يردف في شهادته المصورة أثناء استقباله لعلويين منشقين.

ما إن انشـ.ـق الجادر حتى نشر النظام صوره على وسائله الإعلامية، وادعى أنه ليبي من “المرتزقة”، ومـ.ـروج مخـ.ـدرات.

قائد مخطط ومنـ.ـفذ

القائد المغوار المخطط والمنـ.ـفذ لعملية “ثوار الخنادق” الشهيد “يوسف الجادر” المعروف باسم أبو فرات

والذي ضـ.ـرج بدمـ.ـائه الطاهرة تلك البقعة المقدسة في “مدرسة المشاة” في ريف حلب الشمالي

بعد كل التضـ.ـحيات التي قدمها ورفاقه في السـ.ـلاح لتخليص بلدات الريف الشمالي لحلب من الخنجر المزروع في خاصرتهم والمتمثل بمدرسة المشاة العسكرية 

والتي اتخذتها قوات الأسد منطلقاً لمدفـ.ـعيتها التي طالت بحممها كل بلدات ومدن ريف حلب الشمالي

فقـ.ـتلت العشرات من أبنائها وزرعت الرعـ.ـب في كل مكان من حولها 

حتى كانت معـ.ـركة “ثـ.ـوار الخنـ.ـادق” التي قادها وخطط لها ابن مدينة جرابلس المقدم المنشـ.ـق عن قوات الأسد يوسف الجادر أبو فرات 

والذي رقي لرتبة عقيد من قبل المجلس العسكري الثوري في حلب تكريماً لما بذله من تضحـ.ـيات في معـ.ـارك مدينة حلب وريفها.

في سجل “الجادر” العديد من  المعـ.ـارك

العقيد “يوسف الجادر” أبو فرات قائد الأركان العسكرية في لواء التوحيد بحلب شارك في العديد من  المعـ.ـارك

ضد قوات الأسد بعد انشقاقه عن قيادة أحد ألوية المدرعات في جيش الأسد 

والتحق بركب الثوار في مدينته حلب فكان رأس الحـ.ـربة في معـ.ـارك حي صلاح الدين وسيف الدولة

ملازماً لعناصره في كل أوقاتهم من فرح وضيق وقتـ.ـال لا تفارق وجهه المغبر تلك البسمة التي ملأت بها صفحات التواصل الاجتماعي 

ما إن ترجل هذا الفارس عن فرسه بعد أن أنجز مخططه في السيطرة على مدرسة المشاة بريف حلب الشمالي

وقدم روحه رخيصة مع ثلة من رفاقه بتاريخ 15/12/2012  بعد أن استـ.ـهدفتهم قذيـ.ـفة من عربة “بي إم بي”

على أطراف معسكر التدريب الجامعي في مدرسة المشاة خلال تطهير مما بقي من عصـ.ـابات الأسد فيها.

ترك استشهاد الجادر حزناً عميقاً وجـ.ـرحاً كبيراً بين الأوساط الشعبية في عموم سوريا

وارتقى اسمه عالياً ليكون أحد رموز الثورة الكبار ممن يشهد لهم التاريخ بتضـ.ـحياتهم 

وبقيت أقوال الجادر خالدة مازال رفاق السـ.ـلاح يرددونها في كل معـ.ـركة وكل مجلس 

فهو ذلك الإنسان البسيط الذي حزن على كل من يقـ.ـتل في سوريا ومازالت كلماته بحرفيتها تردد لليوم عندما سئل عن شعوره

قال: “والله مزعوج، لأنو هاي الدبـ.ـابات دبـ.ـابتنا و هدول العناصر اخوتنا ..والله العظيم والله العظيم كلما بشوف إنسان مقـ.ـتول مننا أو منهون بزعل قسما بالله”.

وسبق أن كرم الجادر عندما أعلن لواء التوحيد تسمية مدرسة المشاة باسم “مدرسة العقيد يوسف الجادر أبو فرات ” 

لتكون هذه المدرسة رمزاً للبطولة والرجولة وتضحـ.ـيات الأبطال والتي خلصت ريف حلب الشمالي من ذاك الهـ.ـاجس الذي طالما أرق حياتهم وحـ.ـاصر بلداتهم.

ويعتبر أبو فرات من القادة الاستنثنائيين الملهمين للحراك الثـ.ـوري في سوريا لما عرف عنه من إخلاص وتفان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى